شهدت، أمس، قرية الكاليتوسة ببلدية برحال في عنابة، حالة فوضى وغليان غير مسبوقين، بعد أن دخلت عائلات معنية بعملية الهدم والترحيل الأخيرة التي عرفتها المنطقة في مشادات مع عناصر الأمن وقوات مكافحة الشغب التي طّوقت المنطقة بداية من الساعات الأولى للصباح، أين سُجل محاولات انتحار جماعي لعائلات معنية بالترحيل على اعتبار أن مساكنهم القديمة تتواجد على مساحة مخصصة لإنجاز مشاريع عمومية تدخل في إطار مشروع المدينة الجديدة بالمنطقة .يأتي تدخل قوات الأمن العمومي عقب اعتلاء مجموعة من الشباب من نفس العائلة سطح مبنى معني بالهدم وهددوا بانتحار جماعي حرقا، بعد أن أقدموا على إضرام النار في قارورة غاز في مشهد أثار الرعب في نفوس كل من عايش الحادث، ورغم التدخل السلمي لقوات الأمن العمومي لتفريق المحتجين وإتمام عملية الهدم غير أن الوضع أفلت من يدها بعد انضمام محتجين آخرين معنيين بالهدم وأقدموا على رشق أفرادها بالحجارة، مما خلف إصابة اثنين من عناصرها بجروح استدعت نقلهما على جناح السرعة على متن سيارة إسعاف تابعة لمصالح الحماية المدنية إلى استعجالات الطبية بالمركز الصحي ببرحال، قبل أن تستنفر قوات الأمن مصالحها باستعمال الغاز المسيل للدموع لإجبار العائلات على إخلاء منازلها، وكذا لتفريق المحتجين وحثهم على الخروج من المنازل، بعد أن رفضوا الانصياع لأوامرهم وتفضيلهم الموت تحت أسقف منازلهم، كما تم في أعقاب العملية توقيف خمسة شباب استعملوا الحجارة في رشقهم، أين يجري التحقيق معهم عن تهمة الاعتداء على أفراد القوة العمومية خلال تأدية مهامهم وعرقلتهم. وهي الخطوة التي مكنت ذات المصالح من السيطرة على الوضع وتهدئته من دون تسجيل أضرار أخرى. وحسبما أكدته بعض العائلات من أصل 10 عائلات جرت عملية ترحيلها، نهار أمس، في تصريحهم ل «النهار» أنهم أصروا على عدم إخلاء مساكنهم بعدما طالبوا من السلطات المحلية التكفل بمطلبهم القاضي بأخذ تكاليف مبلغ العتبة المقدر ب6 ملايين على عاتقها، في حين اعتبر محتجون آخرون في تصريحاتهم دائما ل«لنهار»، أنهم طالبوا بتعويض عادل، على اعتبار أن من بين مساكنهم المهدمة بيوتا مكونة من طابقين وثلاثة طوابق، قبل انصياعهم لأوامر الإخلاء. من جهته رئيس بلدية برحال في تصريحه ل «النهار» كشف أن المساكن التي تم هدمها عطلت مشاريع التنمية بالمنطقة بما فيها مشاريع سكنية يجري التحضير لانطلاقها على اعتبار تواجد المساكن المهدمة على مساحة مخصصة لها. مضيفا أنه قبل بدأ حملة الهدم تم الاتفاق مع العائلات المعنية، غير أنه سرعان ما تراجعت في قرارها مع بدأ الحملة بخصوص عملية الهدم والتعويض، محملا في السياق ذاته أطراف لتمت بصلة لسكان المنطقة عملت على تعبئتهم وتحريضهم على العصيان والتمرد لمنع عملية الهدم. وإلى غاية ساعات متأخرة من مساء أمس، بقيت عائلات الموقوفين تترقب الإفراج عن أبنائها بعد نقل أقوالهم على محاضر سماع.
موضوع : جرحى بينهم شرطيان وموقوفون ومحاولات انتحار أثناء عمليات ترحيل في برحال بعنابة 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0