ركب تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" موجة جديدة في التحريض على الإرهاب، وتبنى نغمة حديثة في الترويج لمزاعمه بوجود "جهاد" في الجزائر، حيث حاول الاستثمار في حادثة رئيس مكتب المخابرات الأمريكيةبالجزائر، المتهم باغتصاب جزائريتين في مقر إقامته بالعاصمة، بعد تخديرهما !! ودعا تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، في بيان له، حمل تاريخ الجمعة الماضي، ونشر أمس، على مواقع ومنتديات على الإنترنت، الجزائريين إلى تصديق مزاعمه وروايته بوجوب ما يسميه بالجهاد في الجزائر، لطرد ما قال إنه "تواجد أجنبي في الجزائر". مشبها في ذات الوقت الوضع في الجزائر، بما يجري في أفغانستان والعراق وعدد من الدول العربية الإسلامية المحتلة، وكأن الجزائر أرض محتلة من طرف قوى أجنبية. وحاول بيان "قاعدة" الجزائر بشكل ظاهر وواضح الاستثمار قدر الإمكان في قضية رئيس مكتب المخابرات الأمريكية، المتهم باغتصاب جزائريتين في منزله، بوسط العاصمة، مصورا القضية التي وصفها ب"الفضيحة السياسية والأخلاقية"، على أنها اعتداء على شرف الأمة وتدنيس لكرامة المسلمين. وزعم البيان أن التواجد الاستخباراتي الأمريكي بالجزائر يعود عهده إلى بداية التسعينيات، قبل أن يحاول تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" القول بأن نشأته كانت إثر تسجيل التواجد الأجنبي بالجزائر ولمحاربته، فيما لم يجب عن حقيقة أن تواجد التنظيم الإرهابي كان سببا للأمريكان في العديد من دول العالم للتدخل بشكل عسكري مباشر أو بشكل استخباراتي، في إطار محاربة الإرهاب العالمي. يذكر أن جهات متتبعة للملف الأمني، توقعت غداة الإعلان عن فضيحة تورط المسؤول في المخابرات الأمريكية في قضايا فساد أخلاقي بالجزائر، أن يلجأ تنظيم عبد المالك دروكدال إلى تبني القضية ويتخذ منها "أسطوانة" جديدة في عملية التحريض والتجنيد، خصوصا وأن قضية معاداة المصالح الأمريكية تجد صدى لها، لدى الكثير من المواطنين، حتى من الرافضين للعنف والإرهاب في الجزائر.