شيعت، أمس الجمعة، جنازة الفقيد، عبد المجيد منصوري، في جو مهيب وحشد جماهيري غفير، بحضور كل السلطات المدنية والعسكرية وسط تعزيزات أمنية مركزة لقوات الأمن الوطني والدرك الوطني، كما بعث وزير الداخلية والجماعات المحلية رسالة تعزية لعائلة الفقيد سلمها أثناء مراسم الجنازة والي الطارف إلى أولاده. وقد انطلق الموكب الجنائزي مباشرة من مقر مسكن عائلة المرحوم بحي زيغود يوسف المعروف بغزة ببلدية البسباس نحو مسجد عمر بن الخطاب ثم المقبرة البلدية التي امتلأت عن آخرها بكل أطياف المجتمع بالولاية . شهود عيان يكشفون تفاصيلها ورئيس البلدية يؤكد الفعل الإجرامي كشف رئيس البلدية ولهاصي لخضر في تصريح ل"النهار" أنه كان متواجدا بمسرح الجريمة وكان ينفذ قرار الهدم لاسطبل يشغله الجاني، منذ سنوات، ويستغله في تربية الأبقار، وأن الجاني لا يقطن بمكان الجريمة المسمى العطرشة ولا يملك أي وثيقة تثبت امتلاكه للمكان، وسبق أن وجهت له العديد من الإنذارات وتوبع قضائيا في الموضوع، حيث قام بتهديد أعضاء البلدية بمن فيهم المرحوم عبد المجيد عدة مرات بقتلهم أذا تجرّأوا على تنفيذ الهدم، وفي وقت الجريمة كان هناك تسخير للقوة العمومية لأزيد من 30 دركيا إلا أن الجاني تمكن من مراوغة عناصر الأمن والتسلل خفية إلى الضحية وطعنه بخنجر كان يحمله، وقبله كان أخ الجاني حمل مذراة وهدد بقتل رئيس البلدية ومن معه أمام مسمع ومرأى الجميع، بعد أن قامت والدته بالاعتداء الجسدي على المسماة «رشيدة» وهي عاملة نظافة صاحبة الأرضية التي ستنجز عليها مسكنها الريفي. من جهة أخرى، صرح مصدر أمني كان متواجدا بمسرح الجريمة أن الفقيد كان خارج الحزام الأمني للدرك الوطني، وأن الجاني خرج عن الحزام الأمني وتوجه خلسة إلى الضحية وطعنه بخنجر، وأثناء صراخه قام دركي من المجموعة بمباغتته بالعصا الصاعقة وشل حركته، فيما صرح مواطن كان بعين المكان أن الجاني قام بطعن السيدة «رشيدة» من الظهر ليهرول مباشرة إلى نائب رئيس البلدية الذي كان معزولا عن التغطية الأمنية، وفاجأه بطعنات متتابعة في البطن والوجه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في عين المكان. الدرك الوطني يوقف والد وشقيق الجاني وآخر في حالة فرار شوهد، أمس، توافد كبير لمركبات الدرك والشرطة عبر أرجاء مدينة البسباس تحسبا لأي طارئ في مواجهة غضب السكان، كما فرض الدرك الوطني طوقا أمنيا على منزل عائلة الجاني وكذا مقر الفرقة الٌإقليمية للدرك الوطني ومقر البلدية، وعلمت "النهار" من مصدر أمني مسؤول أن عناصر الدرك أوقفوا الجاني في عين المكان ويتعلق الأمر بالمسمى، زديري سيف الدين، 35 سنة وأخيه ووالده المتابعين بالمشاركة في الجريمة، فيما يبقى الابن الثالث في حالة فرار ولايزال البحث عنه جاريا، كما أن الفاعل تم تحويله إلى مقر الوحدة الأمنية الأساسية بالطارف لإنقاذه من أي عملية انتقامية، وسيتم تقديمه الأحد صباحا أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الذرعان. المواطنون يشيدون بخصال الفقيد ويطالبون بالقصاص ومنتخبون يؤكدون استمرار مهامهم في تنفيذ قوانين الجمهورية عبّر عشرات المواطنين عن غضبهم واستيائهم من الجريمة المقترفة في حق نائب رئيس البلدية، وأجمعوا على خصاله الحميدة ونضاله المستمر، فهو ابن مجاهد تجاوز الستين من العمر ولا يملك شيئا إلا بيتا يعود إلى العهد الاستعماري في عمارة لاصاص، وله ابنة معوّقة وسبق أن تقلد نفس المنصب أربع عهدات كاملة، وكان خدوما لمواطنيه ويتميز بشعبية كبيرة، كما طالبوا بتعزيز الأمن وتطبيق أقصى العقوبات من طرف العدالة. وقد قام عمال وإطارات البلدية بغلق مقرها يوم الخميس احتجاجا على مقتل زميلهم بتلك الطريقة، فيما صرح عدد من رؤساء بلديات الطارف أثناء مراسم الدفن بأنهم سيستمرون في أداء مهامهم في تطبيق قوانين الجمهورية. عائلة الفقيد تعترف بتهديدات سابقة ومحاولات قتله مرات عديدة في لقائهم ب"النهار"، اعترف أفراد عائلة الفقيد ومنهم ابنه عماد بأن والده سبق أن تعرض إلى اعتداءات جسدي بقرية الضاوي ونجا بأعجوبة من الموت، كما تعرض إلى تهديدات شفوية بالقتل، لكن والده لم يقدم شكاوى بشأنها، معتقدا أن غضب المواطنين طبيعي ضده كمسؤول بالبلدية، كما أن قاتله قام بتهديده عدة مرات بالقتل وتم تقديم شكوى بشأنه لكن لم تتخذ الاجراءات اللازمة وتم إطلاق سراحه، وطالبوا كل من يملك شهادة أن يتقدم بها لإظهار الحق.