قالت النقابة الوطنية للطيارين، إن الخط الجوي الرابط بين الجزائر والصين، سيضع الطيار في خانة الاتهام إلى درجة الزجّ به في السجن في حال تعرض ركاب الطائرة للخطر، أو تعرض الطائرة لعطب تقني، كون هذا الخط غير مطابق لبنود قانون الطيران المدني المحدد لساعات عمله ب10 ساعات تحليق في اليوم، في حين يستغرق الخط الذي برمجت له أول رحلة في 22 فيفري الجاري مدة 11 ساعات و 30 دقيقة ذهابا و 12 ساعة و 30 دقيقة إيابا. حمّل عشرات الطيارين، ممن تقربت منهم ''النهار''، مديرية الطيران المدني على مستوى وزارة النقل المسؤولية الكاملة، في النتائج الوخيمة التي ستترتب عن الخط الجوي الرابط بين الجزائر والصين غير المحترم لبنود قانون الطيران المدني، والذي وقعت عليه مع كل من شركة الخطوط الجوية ونظيرتها الصينية، مع تجاهل كلي للطيار ما أدى بهؤلاء الطيارين إلى التأكيد بأن الخط هذا، سيشوه أكثر سمعة الجوية الجزائرية، ويجعلها تشتغل في أطر غير قانونية والأخطر من ذلك، فإن هذا الخط حسب التصريحات التي أدلى بها أحد الأعضاء البارزة في النقابة، فإن أي خلل يسجل على مستوى الرحلة الجوية الرابطة بين البلدين، والاستنجاد بطريقة الهبوط الاضطراري فإن قائد الرحلة سيوضع في خانة الاتهام من قبل سلطات بلاد المطار المستقبِل للطائرة، حيث ستفتح تحقيقا لمعرفة أسباب الهبوط، وهو تحقيق يتبين على إثره أن الطيار قد اشتغل ساعات إضافية عن الساعات التي حددها قانون الطيران المدني الجزائري، و تجعل من ذلك قضية خطيرة تتعلق بسلامة البلاد، وبالتالي زجّ الطيار في السجن. وطالبت النقابة، مصالح الجوية الجزائرية، بالتدخل لإيجاد الحلول الكفيلة بسلامة الرحلة الجوية قبل برمجتها، كونها تشكل خطورة على سلامة ركاب الطائرة، والطائرة في حد ذاتها وكذا قائد الرحلة، وفي حال رفضها للمطلب هذا، فإن النقابة تهدد باتخاذ إجراءات لايحمد عقباها بدعوى أن الطيار المعني بالرحلة، غير محمي قانونيا. قال إننا ننفذ ماتمليه علينا مديرية الطيران المدني بوعبد الله ل ''النهار'': قانون الطيران المدني متأخر ومن حق الطيار رفض مايهدد مصلحته'' وصف، عبد الوحيد بوعبد الله، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، قانون الطيران المدني الجزائري ب ''المتأخر''، كما أنه قانون لايزال بعيدا كل البعد عن مستوى القانون الدولي للطيران المدني، وعليه فإنه من حق الطيار رفض كل ما يهدد مصالحه، وأوضح في اتصال مع ''النهار'' أن المديرية المشرفة على هذا النوع من الطيران على مستوى الوزارة الوصية هي من قرر فتح خط جوي مباشر يربط الجزائر بالصين، وعلى مصالح شركته تنفيذ أوامر المديرية، باعتبارها الجهة الوحيد المخول لها اتخاذ قرارات في فتح خطوط جوية جديدة من عدمها، بغض النظر عن مسافتها. وفي سياق ذي صلة؛ قال بوعبد الله، إن طيارو الجوية الجزائرية يفضلون قيادة رحلات جوية لا تخرج عن دائرة دول المغرب العربي، كونها رحلات لا تستغرق وقتا طويلا، وتوفر للطيار راحة مضاعفة مقارنة بالرحلات الجوية ذات المسافات البعيدة.