يشرف النجم السابق لإتحاد الحراش خالد لونيسي حاليا على فريق أولمبي المدية أين يطمح لإهداء هذه المدينة الصعود هذا الموسم كما فعل قبل عام مع فريق القلب إتحاد الحراش، وعشية "الداربي" الملتهب بين فريقيه السابقين بملعب بولوغين، إرتأت "النهار" محاورته عن هذه المباراة، عن الحراش، المدية وعن تجربته مع إتحاد عنابة. النهار : تشرف منذ مدة على فريق أولمبي المدية، كيف تقيم هذه التجربة لحد الآن؟ هي تجربة مفيدة لحد الآن، بدليل النتائج التي حققتها مع الفريق منذ أن أشرفت عليه خلفا للمدرب الهادي بن تركي، فمن جملة سبعة مباريات أشرفت فيها على الأولمبي، تمكننا من تحقيق ست انتصارات مقابل تعادل واحد. النهار : من فريق الملايير إتحاد عنابة إلى فريق ينشط في بطولة الجهوي، الفارق شاسع فما الذي حفزك على هذا الخيار؟ عندما قررت وضع حد لتجربتي مع عنابة، كنت غير متحمس للعمل في أي فريق آخر حتى نهاية الموسم الجاري، حتى أنني رفضت كل العروض التي وصلتني من عدة نوادٍ، مثل سكيكدة وبسكرة، لكن أصدقائي في المدية وفي مقدمتهم الأخوين كراش توصلوا لإقناعي باستئناف العمل مع الأولمبي وتحقيق حلم الآلاف من الأنصار بتحقيق الصعود، وهو الرهان الرياضي الذي استهواني، ولقد فضلته على الجانب المادي، لأنني لو كنت سبقت المال لكنت اخترت البقاء في عنابة والاحتفاظ بالأجرة التي كنت أتقاضاها هناك، والتي كانت تصل إلى 40 مليون سنتيم في الشهر. النهار : وما هي الأسباب الحقيقية التي كانت وراء مغادرتك لعنابة؟ لأني رفضت وببساطة العمل كمساعد ليونس إفتسان، وسأكشف لكم أمرا بأني في الجزائر لن أقبل بالعمل مع أي مدرب جزائري باستناء سعدان، البقية أعرفهم كلهم، لست هنا لأحط من قيمتهم، لكني أعتقد جازما بأن لا أحد منهم يفوقني مستوى أو خبرة، ومنهم إفتسان الذي كان لاعبا معي، وحتى وإن كنت أنفي بأنني على خلاف معه، إلا أنني كنت مدركا بأن مزاجه وطريقته في العمل تتعارض تماما مع طبيعتي وطريقتي في العمل، وهذا سبب آخر جعلني أرفض البقاء في عنابة. النهار : كنت قد قبلت العمل كمساعد للمدرب البلجيكي ديبيرو، فهل كان هذا يفوق المدربين الجزائر كفاءة وخبرة؟ الأمر يختلف مع المدرب الأجنبي مثل ديبيرو الذي يملك سيرة ذاتية تتحدث لوحدها عن إنجازاته، فيكفيه فخرا أنه درب الكاميرون وأهلها للمونديال، كما كان وراء إكتشاف النجم صامويل إيتو، أنا شخصيا استفدت منه كثيرا. النهار : برأيك، ما الذي يحول وراء فشل إتحاد عنابة في المراهنة على الألقاب؟ لا أحد يختلف معي إذا قلت بأن عنابة تملك كل مقومات النجاح وبالإمكانات المالية البشرية والمادية الهائلة كان من المفروض أن تتنافس على اللقب في كل موسم، لكن للأسف، هناك أشخاص داخل الفريق ولا أقصد هنا الرئيس منادي يتعدون صلاحياتهم، فيتدخلون باستمرار في عمل المدرب، وهو ما ينعكس على الفريق، وأعتقد بأن منادي اكتشف أخيرا أصل الداء، عندما صرح مؤخرا بأن الإنقسامات بين المسيرين وتدخلهم المستمر في عمل المدربين هو المبرر الوحيد لتردي النتائج. النهار : أنتقدت هناك بشدة بسبب عودية؟ لكن الأيام أنصفتني وأعطتني الحق، فعودية أثبث أنه مهاجم كبير بدليل الأهداف المتتالية التي أحرزها. النهار : هل تعتقد بأنك كنت قادرا على قيادة عنابة نحو منصات التتويج؟ لو تمنح لي كل الصلاحيات والورقة البيضاء من طرف الرئيس منادي، فلن أبالغ لو أقول بأنني كنت سأقود الفريق وبسهولة إلى الألقاب، لأني واثق من كفاءتي وقدرتي على تمرير رسالتي إلى اللاعبين، بدليل العلاقة المميزة التي ربطتني بهم لما كنت أعمل هناك. النهار : لو نعود إلى فريقك الحالي أولمبي المدية، الذي رغم أنه يحتل صدارة بطولة الجهوي، إلا أن الجميع يؤكد بأنه بعيد تماما على مكانته الحقيقية؟ هذا واضح، فهو فريق عريق يمثل ولاية كبيرة، أنجب العديد من الأسماء المعروفة وتوصل إلى تنشيط نهائي كأس الجمهورية، الإمكانات المادية والبشرية والهياكل لا تنقصه، وكل هذه عوامل تؤكد بأن مكانة الأولمبي ليست في بطولة الجهوي، ولهذا نسعى بكل جهدنا من أجل تحقيق هدف كل أبناء المدية بتحقيق الصعود، وهو الهدف الذي يبدو في متناولنا. النهار : هل كان تأجيل القمة مع الملاحق المباشر أمل الأربعاء في صالحكم؟ ربما، فالضغط كان كبيرا على الفريق والأرضية السيئة لم تكن لتخدمنا، وكما يقول المثل"كل عطلة فيها خير". النهار : لا يمكن أن ننهي الحوار معك من دون أن نعرج على فريقك الأول إتحاد الحراش، فعلى غير العادة إسمك لم يعد متداولا كما كان في وقت سابق؟ إسمي سيبقى محفورا في ذاكرة كل الحراشيين إلى الأبد، لأني سأبقى الوحيد الذي حقق مع هذا الفريق ثلاثة من أربع ألقابه لحد الآن، فلقد كنت أصغر لاعب لما توج الفريق بكأس الجمهورية 1987، وكنت قائده لما توجنا باللقب سنة 1998 ، ثم قدته كمدرب إلى الصعود بعد سبع سنوات من المعاناة في القسم الثاني، وبعد أن عجز عن ذلك مجموعة من المدربين الذي تعاقبوا عليه، ورغم ابتعادي عن الفريق، إلا أن إسمي بقي متداولا بدليل أنه كثيرين نادوا بعودتي لتدريب الفريق خلال الأيام القليلة الماضية. النهار : ما رأيك في نتائج الحراش لهذا الموسم؟ كان بإمكانهم تحقيق نتائج أفضل لولا النقاط الكثيرة التي ضيعوها بميدانهم، والتي تجبرهم على اللعب لتفادي السقوط، في وقت أن التشكيلة الشابة والمميزة التي يضمها الفريق، كانت قادرة على المراهنة على إحدى المراتب الخمسة الأولى، والتي تبقى المراتب التي تليق بفريق الحراش. النهار : الإتحاد استقدم اللاعب جابو والذي كنت قد شبهته في تصريحات سابقة لك بزميلك السابق حكيم مدان، هل مازلت عند رأيك هذا؟ ما زلت عند قناعتي بأن جابو لاعب ممتاز، لكن لا يمكن أن ننتظر الكثير منه هذا الموسم، لأنه يعاني من نقص واضح في المنافسة، ولو أنه كشف عن جانب من مهاراته بالمستوى الذي قدمه أمام العلمة. النهار : مباراة "الداربي" بين المولودية والحراش ستلعب غدا، هل تعتقد بأن إجرائها بدون جمهور يخدم فريقا على حساب الآخر وما هو تكهنك؟ أعتقد بأن إجراء "الداربي" من دون جمهور يخدم الفريقين على حد سواء، لأنه يجنبهم ضغط الجمهور العالي، والذي كان سيحول المباراة على حلبة ملاكمة. أتمنى أن ترقى المباراة إلى مستوى اللقاءات الكبيرة التي حضرنا إليها في السابق. النهار : في الأخير، هل تجرع لونيسي أخيرا الطريقة التي غادر بها الحراش؟ لحد الآن لم أتجرعها، ومهما طال الوقت سأعود حتما إلى الحراش.