أحد الإرهابيين حاول الفرار من المعاقل الإرهابية فتم تقييده في جذع شجرة لمدة أربعة أشهر سلطت، أمس، محكمة جنايات العاصمة، عقوبة الإعدام غيابيا في حق 26 قياديا بارزا بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على رأسهم «سالمي بشير» المكنى ب«الغدنفر» الذراع الأيمن ل«درودكال»، فيما قضت بإدانة المتهم الموقوف «أ.ك» بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا. الأخير الذي سلم نفسه لمصالح الأمن وكشف عن تفاصيل دقيقة عن كيفية تجنيده والتحاقه بمعاقل الجماعات الإرهابية التي تنشط على محور بومرداس تحث قيادة أمير تنظيم «داعش» بالجزائر «قوري عبد المالك» المقضي عليه، كما كشف المتهم عن تفاصيل مشاركته في 12 عملية إرهابية كانت تستهدف ضرب مؤسسات الدولة وقتل أرواح الأبرياء. ويتابَع المتهمون بتهم ثقيلة تتعلق بجنايات الإنخراط في جماعة إرهابية مسَلحة وحيازة ذخيرة حربية ووضع المتفجرات في مكان عمومي، والقتل مع سبق الإصرار والترصد وحيازة مواد متفجرة.تفاصيل ملف الحال تعود وقائعه إلى تاريخ 08 سبتمبر 2013 عندما اتصلت المدعوة «أ.م» بالفرقة المتنقلة للشرطة القضائية ببوروبة من أجل إخطارهم بأن شقيقه الإرهابي المبحوث عنه «أ.ك» المكنى «أبو معاذ» يريد تسليم نفسه إلى مصالحهم للاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية، وبتوقيفه صرح أنه بعد هروبه من الجبل أخفى حزاما ناسفا في وسط الأحراش على بعد مائة متر عن شاطئ الميناء القديم بحي القوس بدلس ولاية بومرداس، حيث تم استرجاعه في اليوم الموالي وتم تمشيط المنطقة من طرف عناصر الجيش الشعبي الوطني.كما يكشف الملف القضائي أن المتهم «أ.ك» التحق بمعاقل الجماعات الإرهابية التي تنشط في ناحية الوسط سنة 2007 المنضوية تحت لواء كتيبة الأرقم تحث إمارة الإرهابي «سيد علي بلقاسم» المكنى «خالد أبو سليمان»، بعدما أقنعه بذلك ابن حيه بباش جراح الإرهابي «ب.ع.ا.ن» المكنى «مصعب أبو اليقظان» طالب جامعي تخصص الشريعة الذي قُضي عليه سنة 2011 من طرف الجماعة الإرهابية بعدما تبيَن أنه يعمل كمخبر لمصالح قوات الأمن العسكري. وأضاف المتهم في معرض تصريحاته أنه في بداية سنة 2009 أصيب بجروح على مستوى عينه اليسرى من جراء قصف قوات الجيش الشعبي الوطني لمعاقل الإرهابيين وتم نقله وعلاجه لمدة شهرين بعيادة الكتيبة، وكان يحوز على بندقية من نوع «مانشيستر».وأفاد المتهم بتفاصيل 12 عملية إرهابية شارك فيها في الفترة الممتدة مابين 2007-2013، حيث شارك في كمين على سيارة مدرعة لمصالح الشرطة على مستوى مدينة الثنية كانت مكلفة بتزويد عناصر الحاجز بالمؤونة، وهذا بغرض الحصول على أسلحتهم، غير أن العملية باءت بالفشل، كما شارك في وضع كمين لعناصر الدرك الوطني ببني عمران، وفي عملية انتحارية بواسطة سيارة مفخخة ضد مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية للثنية قام بها انتحاري يكنى «حمزة السبع»، إضافة إلى عملية انتحارية ضدَ مقر حراس السواحل لزموري بواسطة سيارة مفخخة نفذها المكنى «أبو سجادة» المنحدر من باش جراح، كما وضع متفجرات في الطريق السريع بالثنية بنواحي بني عمران وسوق الحد من طرف الإرهابي «قوري عبد المالك» أمير تنظيم «داعش» بالجزائر الذي قضي عليه مؤخرا، إضافة إلى هجوم مسَلح على مركز الحرس البلدي بسوق الحد سنة 2008، أين اقتحم المركز وقضي على أمير سرية «فيغي» المكنى «طلحة»، وعملية انتحارية مزدوجة سنة 2008 ضدَ ثكنة الحرس الجمهوري بالليدو ببرج الكيفان نفذت من طرف الانتحاري المكنى «أبو بصير العاصمي» والانتحاري المدعو «ت.س.إ.أ»، إضافة إلى قيام الجماعة الإرهابية التي ينشط تحت لوائها بزرع قنابل تقليدية لسيارة تابعة للقوات البحرية لثكنة آزفون، وأخرى تقليدية لسيارة الشرطة وتفجيرها عن بعد، واغتيال قائد فرقة الدفاع الذاتي بواد الحمام، ونصب حاجز مزَيف بعزازڤة للترويج للأقراص المضغوطة التي تشيد بالأعمال الإرهابية.من جهته، المتهم وخلال مواجهته بما ورد في المحاضر، أنكر مشاركته في العمليات الإرهابية، باعتباره فقد إحدى عينيه، حيث انحصرت مهمته في الطهي وإحضار الحطب، كما كشف المتهم أنه حاول الفرار سنة 2012 من معاقل الجماعات الإرهابية، إلا أنَه تم القبض عليه من طرف كتيبة إرهابية قامت بتسليمه للجماعات الإرهابية التي يعمل لصالحها، حيث قاموا بتقييده في جذع شجرة لمدة أربعة أشهر إلى غاية قصف الجيش للمنطقة، وانشغال أمير السرية باغتيال إرهابي تبيّن أنَه مخبر، وللتخلص منه تم تكليفه سنة 2013 بعملية انتحارية باستعمال حزام ناسف.