ارتفاع في أسعار العملة في سوق السوداء ترفض البنوك العمومية والخاصة، هذه الأيام، منح منحة السفر السنوية التي تقدمها الدولة للجزائريين الراغبين في السفر إلى الخارج مرة واحدة في السنة، حيث تفاجأ المواطنون بردهم خائبين من قبل المؤسسات المالية، بحجة أنه لا تتوفر على الأورو أو تتحجّج بأسباب أخرى بيروقراطية واهية. وحسب ما وقفنا عليه في عدد من البنوك العمومية في العاصمة، فإن هذه المنحة الرمزية أصبحت حكرا على فئة قليلة فقط من المواطنين، حيث تفاجأنا برد أعوان الشبابيك بأنه علينا بالعودة في وقت آخر لكون الأورو غير موجود في البنوك، وهناك بنوك أخرى تتحجج بعدم اكتمال الملف. ووجد العديد من المواطنين المقبلين على السفر أنفسهم محرومين من منحة السفر في بداية الصيف لعدم توفرها في العديد من البنوك، في حين اشترطت البنوك التي تتوفر على العملة الصعبة تقديم تذكرة سفر بتاريخ نفس الأسبوع الذي يطلب فيه الزبون التحويل، فيما تطلب البنوك الخاصة الأجنبية تسديد مبالغ أضافية مقابل الحصول على المنحة. وفي الوقت الذي تعرف البنوك ندرة في العملة الأجنبية، عاد سعر صرف العملة الأوروبية إلى الارتفاع نحو مستويات قياسية في السوق الموازية، حيث بلغت قيمة ورقة 100 أورو 18,20 ألف دينار، ليحقق، فيما بلغت قيمة ورقة 100 دولار أمريكي قرابة 16 ألف دينار، وحسب أحد تجار العملة بسوق السكوار، فإن الطلب على الأورو عرف إقبالا كبيرا هذه الأيام، وبالمقابل سجل ارتفاعا في السعر. وقال الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن مبتول، في اتصال مع «النهار»، إن الحكومة لم تصدر أي تعليمة خاصة لمنع منحة السفر، وإنما البنوك هي التي تمارس البيروقراطية وتدفع المواطنين إلى السوق السوداء وتصدر تعليمات انفرادية للتضييق عليهم ومنعهم من المنحة الرمزية التي تمنحها الدولة. وأضاف الخبير الاقتصادي أن الدولة تريد إبقاء العملة الصعبة في الجزائر وعدم إخراجها، لكن ليس بهذه الطريقة التي تسيء إلى البنوك العمومية، وإذا كانت الحكومة ترفض منح منحة السفر لتفادي عدم إخراج العملة إلى الخارج فهذه كارثة أخرى.