سجلت المصالح الاستشفائية، خلال اليومين الماضيين، توافد أزيد من 400 حالة على أقسام الاستعجالات، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، نتيجة تناول المصابين للشواء بشكل مفرط والحلويات التي تحتوي على الكريمة. وفي هذا الشأن، استقبلت المؤسسة الاستشفائية لبني مسوس، قرابة ال31 حالة، من بينها 27 بالغا و4 أطفال، كانت كلها تعاني من القيء الشديد والدوار الناجم عن استهلاك الحلويات التي تحتوي على الكريمة وتناول المشروبات الغازية بكثرة، مما يتسبب لهم في مشاكل على مستوى المعدة، والإصابة بعسر الهضم الشديد .أما المؤسسة الاستشفائية للقبة، بشير منتوري، فسجلت 100 حالة، من بينها إصابات بالتسمم راجعة إلى استهلاك العصائر الملونة، التي أصبحت تباع بشكل كبير في المحلات، حيث رجّح الأطباء أن يكون سبب ذلك المصدر المجهول لمنبع الماء المستعمل في السقي، وكذا الملونات التي تدخل في تركيبة العصير هي مصدر التسممات، كما سجلت تسممات غذائية بسبب تناول الشواء بكميات كبيرة، خاصة في الفترات الليلية، إذ أن أغلب الحالات يتم استقبالها من منتصف الليل فما فوق، فضلا عن استخدام بائعي الشواء، البنزين من أجل إشعال الخشب، وهو الأمر الذي حوّل الشواء إلى مادة سامة. أما المؤسسة الاستشفائية الجامعية لمصطفى باشا، فقد استقبلت 50 حالة، خلال الثلاثة أيام الأخيرة، بسبب تناول «الشاورما»، بالإضافة إلى مسنين تعرضوا لتعقيدات صحية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما استقبل العديد من الرضع الذين لم يتحملوا هم الآخرين موجة الحر. وأكد متخصصون من المركز الوطني للتسمم ل«النهار»، أن العصائر التي تباع معرضة لأشعة الشمس تحت درجات حرارة كبيرة، والنتيجة تعرض مستهلكها للتسمم الغذائي، وبما أن المياه مجهولة المصدر، فهنا يزيد الخطر بسبب لجوء التجار إلى استخدام مياه صهاريج متصدئة، تتسبب في إطلاق مواد سامة، لتكون النتيجة تسممات غذائية. من جهتها، اتخذت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، جملة من الإجراءات الاحترازية تحسبا لوقوع أية طوارئ، حيث قامت بإرسال تعليمات تذكيرية إلى كافة مديريات الصحة، خاصة في الولايات التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، للتأكيد على ضرورة استهلاك كميات كبيرة من المياه لتفادي الجفاف، بالإضافة إلى تجنب الوقوف طويلا تحت أشعة الشمس، لتفادي وقوع ضربات الشمس. كما قامت إدارات المستشفيات، بمضاعفة الفرق الطبية على مستوى كافة المصالح ومضاعفة المخزون من الأدوية والأملاح، تحسبا للحالات الطارئة الكبيرة التي يمكن استقبالها والتكفل بالأشخاص الذين يعانون من الحساسية والربو، خاصة وأن نسبة الرطوبة ستقدر ب100 من المائة، بالإضافة إلى مضاعفة تواجد الفرق الطبية لاحتواء الضغط الكبير الذي تشهده مختلف الاستعجالات الطبية.