نظم، صباح أمس، منتسبو مصالح مستشفى علي بوسحابة في خنشلة، من الإداريين والعمال والطاقم الطبي استجابة لنداء مكتب نقابة المؤسسة التابع للاتحاد العام للعمال الجزائريين، إضرابا عاما عن العمل شمل نسبة 90 من المائة من خدمات مصالح المستشفى، بما فيها مصلحة الاستعجالات الطبية، رافعين لافتة تضمنت مطلب محاسبة العميد رئيس مصلحة الأمن العمومي بأمن ولاية خنشلة، الذي -حسبهم- أمر وأشرف على عملية تدخل بمصالح المستشفى مستخدما القوة المفرطة، حيث تعرض العديد من الموظفين والممرضين وحتى الأطباء وصولا إلى مدير المستشفى نفسه، للإهانة والضرب المبرح لدرجة التسبب في جروح بليغة أصيب بها أحد العمال، استعدت وضعه تحت العناية المركزة على خلفية الحركة الاحتجاجية للتضامن مع عون أمن حول تعرضه للتعسف من قبل رئيسة المصالح الاقتصادية، والإشارة بإصبعها لقوامه تهكما واستهزاء حسبهم، واصفة إياه بالعبد المأمور، وهي المحاولة التي تبين أنها مجرد مسرحية من قبل عون الأمن بعد التأكد من محتوى القارورة ليس سوى ماء صالح للشرب، قبل أن يتأسس مدير المستشفى، أحد ضحايا التدخل، طرفا في القضية، حيث قدم شكوى شفهية لدى وكيل الجمهورية المختص بمحكمة خنشلة، أين تم الاتفاق حول جملة من التدابير التي لم يكشف عنها في حق رئيس الأمن العمومي والمقتصدة، والذي استند عليه المحتجون لوقف الإضراب، في انتظار تجسيد الوعود، وكانت، أول أمس، مصالح ومرافق المستشفى علي بوسحابة، قد شهدت جوا من الفوضى العارمة وحالة من الذهول في أوساط العمال والموظفين والطاقم الطبي، على خلفية قيام عون أمن بمحاولة الانتحار حرقا بقارورة ماء صالح للشرب، على أساس أنه بنزين، أين هدّد مرارا بسكب محتوى القارورة من البنزين -حسبه- وإضرام النار في نفسه احتجاجا على نقله من منصبه وإعادة تثبيته في مهام أخرى من قبل مديرة المصالح الاقتصادية التي عينت حديثا، في خطوة منها -حسب الطاقم الطبي- لإعادة هيكلة نظام الحراسة والأمن داخل المستشفى بعد حوادث الاحتجاجات والاقتحامات وأعمال العنف التي طالت عددا من المرافق من قبل عائلات المرضى في أكثر من مناسبة، الشيء الذي رفضه عدد من أعوان الأمن وصولا إلى حبك مسرحية محاولة الانتحار، التي تفطن لها عناصر الشرطة الذين حضروا رفقة مصالح الحماية المدنية قصد التدخل في الحالات الطارئة ومنع وقوع تجاوزات أو أعمال عنف وتخريب. محاولة الانتحار المدبرة، حسب عدد من الموظفين والأطباء والعمال، تم إحباطها والكشف عن خلفياتها بعدما تبين أن محتوى القارورة ليس سوى كمية من الماء، مما جعل مصالح الشرطة تلجأ إلى محاولة توقيفه عن تهمة إثارة البلبلة داخل المستشفى، إلا أن أطرافا نقابية متواطئة مع عون الأمن منعت عملية التوقيف ونظمت احتجاجا على ذلك، خشية اضطرار عون الأمن المحتج تحت التحقيق، إلى الكشف عن الأطراف التي حرضته ورسمت له الخطة التي منيت بالفشل .