ناقشت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، ملف قضية الحيازة والمتاجرة بالمخدرات ضمن جماعة إجرامية منظمة متابع فيها أربعة أشخاص لازال أحدهم في حالة فرار، حيث التمس ممثل الحق العام لدى الغرفة الجزائية لمجلس قضاء وهران توقيع عقوبة المؤبد في حق موقوفين اثنين، مع تطبيق القانون لثالثهم الذي استفاد من البراءة بعد النطق بالحكم، ويتعلق الأمر ب«الكلوندستان»، في حين قضي على الإثنين الآخرين بحكمي المؤبد وعشرين سنة سجنا نافذاوكشفت مناقشة الوقائع، أنه بتاريخ 17 أوت 2014، تمكنت عناصر الضبطية القضائية من حجز شاحنة صهريج على مستوى محطة النقل البري للمسافرين بيلل مع توقيف شخص قربها، وبعد تفتيشها عثر بداخلها على كمية بوزن 37 قنطارا من المخدرات، كما تم توقيف شخص آخر على متن سيارة شوهد وهو يمر قرب الموقوف الأول وتبين أنه يعرفه. وجاءت عملية توقيف الشاحنة عقب معلومات وردت إلى المصالح الأمنية عن قيام عصابة مخدرات بتمرير كمية من الكيف المعالج من منطقة سيدي بوجنان نحو ولاية باتنة، على أن يتكفل ناقل بإيصالها من منطقة سيدي بوجنان إلى غليزان، وآخر من غليزان إلى الجزائر العاصمة، وأخيرا من الجزائر العاصمة إلى باتنة، حيث كان أول الموقوفين الناقل من ولاية غليزان نحو الجزائر العاصمة الذي جاء على متن سيارة «كلوندستان»، حيث عثر الناقل على الشاحنة مركونة على حافة الطريق وباب صندوقها الأمامي مفتوحا للتمويه بأنها معطلة، حيث قاد استغلال المعلومات إلى حجز الشاحنة وتم توقيف المشتبه فيهما الآخرين، وتبين من خلال التحقيق أن العصابة ينشط ضمنها دركي برتبة قائد يقطن في ولاية باتنة كان يسهل تحركات عناصرها، وكان معتادا على السهر في ملاهي منطقة عين الترك مع أحد عناصر العصابة الموقوفين، حيث يتواجد الدركي في ولاية البليدة، والذي أقر أمام وكيل الجمهورية للمحكمة العسكرية بتورطه، فيما تم إحالة الموقوفين الثلاثة على محكمة الجنايات لوهران. وخلال جلسة المحاكمة، أقر أحد المتهمين بمعرفته بالدركي وتورطه في قضية 37 قنطارا، في حين نفى الإثنان الآخران صلتهما، حيث صرح «الكلوندستان» أنه نقل زبونا من الجزائر العاصمة إلى ولاية غليزان واستراح لفترة في محطة يلل، قبل أن يعود إلى العاصمة، ليتم توقيفه بمروره بالشاحنة التي كان قربها الزبون الذي نقله، هذا الأخير كان الشخص الذي أسندت إليه مهمة إيصال شاحنة المخدرات إلى الجزائر العاصمة، والذي صرح أن شخصا كان يتصل به من حين لآخر يطلب من الإسراع في الطريق، وهو وراء تورطه في القضية والذي يتواجد حاليا بسجن الحراش، وسبق له أن أحدث فوضى، ويتعلق الأمر بالمدعو «أسامة.ح»، وذلك حينما كان يبحث عن عمل، فعرض عليه المدعو «أسامة» عملا لديه كسائق شاحنة من غليزان إلى الجزائر العاصمة مقابل أجرة خمسة ملايين شهريا وكذا مصاريف المهمة، متراجعا عن تصريحاته في مراحل التحقيق الابتدائي بأن المتصل به هو المدعو «الشلفاوي»، مع الإشارة إلى أن هذا الأخير متورط في عديد القضايا المماثلة، في حين لم يتم تحديد هويته لحد الآن.