بخطى متثاقلة، مُثلت «ر.ع» رفقة زوجها في العقد السابع من عمريهما، إلى جانب ثلاثة من بناتها وابنها الثلاثيني، لمواجهة جناية المشاركة في القتل العمدي، وعدم التبليغ وتقديم المساعدة لشخص في حالة خطر وطمس آثار الجريمة، التي راح ضحيتها فلذة كبدها وشقيق بناتها بعد تلقيه خمس طعنات بواسطة خنجر كانت كافية لترديه جثة هامدة، والقاتل شقيقه الأصغر الذي لا يتعدى سنه 17 سنة. وقد خلص التحقيق إلى أن المتهمين قاموا بطمس آثار الجريمة وادّعوا محاولته الانتحار كونه يعاني من اضطرابات نفسية، إلا أن التحقيق في الحالة الاجتماعية للشاب خلصت إلى أنه كان خلوقا ويشهد له الصغير قبل الكبير بسلوكه الحسن وطيبته، لكن حادثة قلبت موازين حياته رأسا على عقب بعد تعرفه على فتاة جمعته بها قصة حب وغرام لسنوات باءت بالفشل، حولته إلى مجرم يثير المشاكل لأتفه الأسباب، حيث كان يقطع جسده بشفرة حلاقة ويكوي نفسه بالدخان بسبب أزمة نفسية خطيرة مر بها بعد طلب عشيقته الانفصال والارتباط بشخص آخر، فيما كانت عائلته المتضرر من تصرفاته وأنكروا جملة وتفصيلا محاولتهم التخلص من فلذة كبدهم. وقائع القضية تعود إلى تاريخ 5 نوفمبر 2013، حينما تلقت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني مكالمة هاتفية من قاعة العمليات بالجزائر، مفادها وقوع جريمة الضرب والجرح العمدي بواسطة خنجر، وبتنقل ذات المصالح إلى مسرح الجريمة الكائن ببوزريعة، وجدوا أن الضحية «ر.م» تم نقله إلى المستشفى بباب الوادي من طرف مصالح الحماية المدنية، أين لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه بعد تعرضه إلى طعنات قاتلة على مستوى أنحاء متفرقة من جسده، ومن أجل كشف حقائق وملابسات الجريمة تم التنقل مجددا إلى مكان وقوع الجريمة بمنزل الضحية، حيث تم إيجاد جميع أفراد عائلته، وبسماعهم ادّعوا أن الضحية هو من قام بطعن نفسه محاولا الانتحار لأنَه يعاني من أزمة نفسية ومتعود على مثل هذه التصرفات ويجهلون من أصابه، وصرحوا بأنه دخل المنزل وهو ينزف دما، مما دفع بهم للاتصال بمصالح الحماية المدنية لإسعافه، ومن خلال المعاينات الأولية على الجثة خلص تقرير الطبيب الشرعي أنه تعرض إلى خمسة طعنات وكدمات بالرأس وخدوش، مما يستبعد فرضية الانتحار، لتبين التحريات أن الأخ الأصغر للضحية «ر.م» هو من قام بقتل شقيقه وغادر المنزل إلى أن تم توقيفه، وأثناء التحقيق معه اعترف بأنه هو من قام بطعن أخيه لأن الضحية كان يتلفظ بعبارات فاحشة ومشينة وكان في حالة هستيريا، فلم يتمالك نفسه وأخذ سكينا وطعنه به، فيما قام والده بضرب الضحية بعصا خشبية على مستوى الرأس. كما توصلت التحقيقات إلى أن أفراد العائلة ومحاولة منهم للتستر عن الابن القاصر قاموا بطمس ومحو آثار الجريمة بتنظيف المنزل، وهو ما أنكره المتهمون والمتهمات باعتبار أن الضحية قبل إسعافه كان حيا ولم يعلموا بخبر وفاته إلا بعد يوم من وقوع الجريمة، وبعد المداولة القانونية في وقائع القضية، برّأت محكمة الجنايات جميع المتهمين من روابط التهم المنسوبة إليهم.