عصابة «إبليس» تستغل هوية إمام للاستيلاء على شاحنات «أونساج»! العصابة أوهمت ضحاياها بمساعدتهم في إيفاء ديون «أونساج» عن طريق إعادة تأجير شاحنات التبريد تمكنت فصيلة المساس بالممتلكات في بالفرقة الجنائية للمقاطعة الغربية للشرطة القضائية التابعة لأمن ولاية الجزائر، من وضع حدّ لنشاط عصابة إجرامية خطيرة تورط زعيمها في انتحال هوية إمام معتمد لدى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على مستوى مسجد الفرقان بشاطوناف الأبيار المدعو «ر.ر»، بعد شرائها من عند المكنى «الڤالمي» بالسوق السوداء في «السكوار»، وذلك قصد استغلالها في النصب على عشرات الضحايا بمختلف ربوع الوطن، الذين قام باصطيادهم رفقة شريكيه أحدهم يكنى «إبليس» عبر موقع إلكتروني، ليسلبهم بطرق احتيالية شاحنات تبريد تابعة ل«أونساج» بعد إيهامهم بتأجيرها لقاء إيفاء الديون المرتبة عليهم أمام وكالة دعم وتشغيل الشباب، لتكشف التحريات الأمنية أن العقل المدبر محل أمر بالقبض من قبل محكمة سور الغزلان لتورطه في قضية نصب في فضيحة سوق «الوعد الصادق»، فيما أن شريكيه في الجريمة تعرفا على بعضهما بأحد السجون . تفجير ملف قضية الحال انطلق بموجب شكوى مؤرخة في 30 نوفمبر 2016، بخصوص قيام شخص بالنصب على عدد من الأشخاص المستفيدين من شاحنات تبريد في إطار دعم وتشغيل الشباب، والذي يحمل هوية «ر.ر» 38 سنة، مقيم بمسجد الفرقان في الأبيار، وذلك عن طريق إبرام عقود إيجار لدى الموثق أو كاتب عمومي لمدة 3أشهر، ليختفى بعدها عن الأنظار مباشرة عند تسديد آجار الشهر الأول ويغير رقمه من دون أن يترك أي أثر خلفه، ووفقا للمعلومات الواردة لدى مصالح الأمن، وبعد وضع نسخ من العقود ورخصة السياقة التي كان يتركها بحوزة ضحاياه وكذا الأرقام الهاتفية التي كان يستغلها، تم اكشاف أن الفاعل يدعى «خ.ي» من مواليد 1987، يستعمل هوية مزورة تخص إمام مسجد الفرقان بشاطوناف، ليتم بعدها تعقب مكالماته التي مكنتهم من تحديد موقعه وتوقيفه في ولاية غليزان، أين كشف أنه كان يترصد ضحاياه ممن يعرضون شاحناتهم للإيجار عبر موقع إلكتروني، مستغلا حاجتهم الماسة في تسديد ديونهم لوكالة «أونساج»، وبخصوص استعماله الهوية المزورة، فقد أكد أن الغرض منها تضليل مصالح الأمن بسبب صدور أمر بالقبض في حقه وليتنسى له ممارسة نشاطه التجاري بصفة عادية ليعيل عائلته. وشاءت الصدف عند توقيف العقل المدبر أن تلقى اتصالا من عند «ب.ج» المكنى «إبليس»، ليضرب له موعدا على مستوى منطقة بوفاريك لتسليمه أموال إحدى الشاحنات التي تم التصرف فيها، أين نصب له كمين وألقي القبض عليه وبحوزته مبلغ 80 مليون سنتيم، والذي بدوره كشف عن هوية المتهم الثالث باعتبار أنه متعود على التعامل معه في مجال بيع وتأجير شاحنات التبريد، كما أسفرت التحريات الأمنية عن وجود 10 ضحايا في القضية ينحدرون من تبسة وقسنطينة وأم البواقي والعاصمة والبويرة وغليزان وتيسمسيلت وسيدي بلعباس وتيارت، ليتم تقديم الأطراف على نيابة محكمة بئر مراد رايس في العاصمة بتاريخ 5 فيفري 2017، التي وجهت لهم عدة تهم تنوعت بين تكوين جماعة أشرار بغرض الإعداد لجنحة النصب والاحتيال والتزوير واستعمال المزور في محررات إدارية وانتحال هوية الغير. المتهمون وبمثولهم للمحاكمة وفقا لإجراءات المثول الفوري بعد صدور أمر بالإيداع رهن الحبس المؤقت في حقهم، تراجعوا عن تصريحاتهم الأولى وأكدوا أن هناك شخصا رابعا نصب عليهم ينحدر من منطقة حاسي مسعود قام بالاستيلاء على الشاحنات المؤجرة بعد إعادة تأجيرها له وفقا للاتفاق المبرم مع الضحايا، إلا أن المتهم الرئيسي أصر على أن الهدف من تزويره هويته هو التهرب من العدالة وليس النصب، فيما تأسس 6 ضحايا بجلسة المحاكمة من أصل 10 الذين طالبوا بتعويض إجمالي بقيمة 4 ملايير و460 مليون سنتيم، والتمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا في حق المتهمين.