أحدث وفاة امرأة حامل وجنينها في شهرها السادس بعيادة الولادة «سليمان عميرات» في عاصمة الولاية أم البواقي، أزمة حقيقية بين أهل الضحية وإدارة المستشفى، بسبب ما وصفه أهل المرحومة «ع.ف» بالإهمال وعدم المبالاة التي تسببت وبشكل كبير في تدهور صحة المريضة التي انتقلت إلى جوار ربها وفي بطنها جنين في شهره السادس هو الآخر أراده القدر إلى جوار ربه قبل أن يفرح به أخواه الصغيران 4 و12 سنة، اللذان ما زالا يترقبان حتى الآن عودة والدتهما ورضيعها في كل حين. حيثيات الحادثة تعود إلى تاريخ 28 مارس 2017، إثر آلام مخاض الوضع الذي أصاب المرحومة 31 سنة، في بيتها العائلي حوالي الخامسة مساء، ليتم نقلها من قبل شقيقيها إلى العيادة المذكورة مرفوقة بكل الوثائق اللازمة، وعلى الرغم من الآلام الحادة التي كانت تعاني منها المرحومة، إلا أن قابلات مصلحة التوليد -حسب الشكوى المقدمة للسيد وكيل الجمهورية لدى محكمة أم البواقي وتحصلت «النهار» على نسخة منها- لم يقوموا بفحصها، بل قال لها أحد الممرضين بأن ساعة الولادة لم تحن بعد، لتعود إدراجها إلى منزلها العائلي، وعلى الساعة الثانية من منتصف الليل وقع للضحية ألم حاد في البطن من جديد، ليتم نقلها مجددا إلى ذات العيادة التي احتفظت بها ومنعت شقيقتها من البقاء إلى جانبها، ولما كانت حالة المرحومة غير مستقرة وتبعث على القلق لم يهدأ لعائلتها بال وبقيت تتصل بها عبر رقم هاتفها الشخصي، غير أن كافة الاتصالات لم يُرد عليها، إلى غاية الثامنة من صباح يوم الغد، عندما توجه أفراد العائلة إلى المصلحة قيل لهم بأن المريضة تم تحويلها نحو مستشفى «محمد بوضياف» نظرا لتدهور حالتها الصحية، وعند التنقل للمستشفى تم إخبارهم بأن ابنتهم فارقت الحياة داخل سيارة الإسعاف التي جاءت بها من مصلحة الولادة، حسب أقوال والد وشقيق المرحومة وما حملته رسالة الشكوى، ومع كل هذا وذاك، لم يقم القائمون على العيادة بواجبهم الإنساني أولا وقبل كل شيء إلا بعد أن أصبحت المرحومة قاب قوسين أو أدنى من الهلاك، بعد أن لامست حالتها الصحية الخطوط الحمراء، محملين إياهم كامل المسؤولية في ذلك، حيث يؤكد المعني بأنها جريمة يستوجب الوقوف عندها ومعاقبة المتسببين فيها أشد العقاب، من خلال فتح تحقيق معمق في القضية بمتابعة المتسببين قضائيا، كما طالب بلجنة تحقيق رفيعة المستوى للوقوف على الإهمال وعدم المبالاة بمصلحة الولادة واتخاذ ما يناسب من إجراءات عقابية في حق المتسببين في وفاة ابنته، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي بذات المستشفى الذي شهد حالة وفاة مماثلة العام الماضي. من جهتها «النهار» وفي اتصال هاتفي بالمدير الولائي للصحة بأم البواقي، نفى علمه بالحادثة ومؤكدا في نفس الوقت بأن مصالحة لم تتلق أي شكوى بهذا الخصوص، كما كشف عن فتح تحقيق في حال تقدم العائلة بشكوى لمصالحه، وهو ما يؤكد مرة أخرى عن حجم الفوضى التي يتخبط فيها القطاع المذكور رغم الدعم غير المحدود الذي تقدمه الدولة لهذا القطاع الحساس، وعلى رأسهم والي أم البواقي.