تمكنت "النهار" بمكتبها في بجاية، من معرفة القصة الكاملة لهجرة غير شرعية لشاب جزائري رفقة زملائه وهو المدعو "صابر.ب" الساكن ببلدية خراطة بولاية بجاية، صاحب الواحد والعشرين ربيعا، بعث برسالة نصية من وراء القضبان في السجن بإطاليا، الذي يقبع فيه منذ ستة أشهر بعد رحلة مغامرة بحرية ناجحة، لكنه فشل في مواصلة المشوار الحرڤة برا. وحسب نص الرسالة التي تنقلها "النهار" والتي يعتبرها محررها -الشاب صابر- بمثابة نداء استغاثة الذي ألقت علية السلطات الأمنية الإطالية القبض هو وزملائه مباشرة بعد أن وطأت أقدامهم أراضي إيطاليا بعد رحلة مغامرة بحرية على متن قارب صيد، انطلق بهم من عرض المياه البحرية لعنابة، واستغرق وصولهم إلى الأراضي الإطالية أربعة أيام من الإبحار دون توقف، خلالها واجهوا في طريقهم الكثير من المتاعب والأخطار، رغم هذا وصلوا جميعا بسلام إلى تراب إطاليا، أين كانت تنتظرهم مفاجأة غير سارة، ولم يتفطنوا إليها -حسب نص الرسالة الطويلة- التي بعث بها إلى ذويه بمنطقة خراطة، فكانت السلطات الأمنية الإطالية تترصد وصولهم للقبض عليهم، وهو ما حدث فعلا واقتادوهم مباشرة إلى السجن، ومنه تحدث عن الكثير من العناصر السلبية التي يعاملون بها من طرف الإطاليين، مشيرا إلى تفاصيل الرحلة الصعبة و القاسية المتواصلة حتى الآن في ظل تعنت الإطاليين في حل مشكلتهم بالاتصال بالسلطات الجزائرية، كما قال وألح كثيرا في رسالته التي جدد فيها عبارات طلب عائلته توظيف جميع جهودها للإفراج عنه مهما كلفهم ثمنا، كما أشار في رسالته أن السلطات الأمنية الإطالية جردته من هاتفه النقال، وكذلك زملائه الآخرين الذين يقبعون في نفس الزنزانة منذ ستة أشهر، وهو الشئ الذي لم يمكنهم من ربط الاتصال بأقاربهم بالجزائر، لإخبارهم بما حدث لهم، فلم يجد صابر -كما أشار إليه في رسالته- من وسيلة لإبلاغ عائلته بوجوده في سجن بإطاليا، سوى إرسال هذه الرسالة بموافقة الأمن الإيطالي، وألح فيها بالخصوص على عائلته لتزويده بمبلغ مالي يصل 25 مليون سنتيم، لمنحها إلى محامي إيطالي طلبها منه لتشكيل فريق الدفاع عنه، تحسبا لمثوله وزملائه أمام القضاء، دون أن يحدد تاريخ المحاكمة، وأشار أن هذه الأخيرة وجهت لهم تهمة دخول أراضيها بطريقة الهجرة الغير شرعية كما تحدث أيضا عن أوضاعهم السيئة والمعاملات اللإنسانية لعناصر الأمن الإيطالية لهم داخل السجن، وبحسب الصرخة التي أطلقها صابر عبر رسالته الخطية إلى عائلته، طلب منهم إخبار السلطات الجزائرية بوجودهم في هذه الحالة، وأن عددا كبيرا من الحراڤة الجزائريين يقبعون معه في نفس السجن، دون أن يسمي المنطقة، بحكم عدم معرفته لمناطق إيطاليا، و يضيف إن تواجدهم بالسجن شهورا طويلة، فهم ينتظرون من السلطات الجزائرية أن تتحرك بطرق دبلوماسية لحل مشكلتهم التي تستمر لشهور، والعمل على إطلاق سراحهم والعودة إلى أرض الوطن سريعا بعد فشلهم في العبور إلى الضفة الأخرى بنجاح.