راح ضحية فشل نظام ضبط المنتجات الفلاحية أو ما يعرف باسم ''سير بالاك'' الذي طبق على مادة البطاطا فور دخوله حيز التنفيذ في الصائفة الماضية والعشرات من الفلاحين الذين ضيعوا ما جنوه من أموال قدرت بالملايير طيلة عقود خلت في ظرف قياسير والأخطر من ذلك فإن فشل النظام قد أدخل هؤلاء الفلاحين غرف الإنعاش في ظل إدارة مصالح الوزارة الوصية ظهرها حيال قضيتهم المطروحة منذ أشهر دون الاستفادة من أي تعويضات مقابل بيعهم للمنتوج بأثمان رخيصة. وكشفت إطارات وزارة الفلاحة أن نظام ''سير بالاك'' خلق في شوطه الأول الذي مر عليه قرابة سنة من التطبيق، مافيا تلاعبت بالمنتوج الواسع الاستهلاك، في ظل غياب مراقبة ومتابعة من الوزارة الوصية باعتبارها صاحبة النظام ما أدى إلى فشله بتحقيق نتائج عكسية مخالفة تماما للمغزى من وضعه، فبدلا من الحفاظ على استقرار الأسعار في حدود معقولة أدى إلى التهابها وارتفاع في أسعارها لم يشهد لها مثيل، حتى في عز أيام الأزمة التي عرفتها الجزائر في صائفة2007، ليأتي بن عيسى ويؤكد عزمه وضع حد للمهزلة التي طالت القطاع بإعلانه عن نظام ''سير بالاك'' من أجل المحافظة على القدرة الشرائية للفلاح، لكن سوء التسيير وغياب المتابعة أدى إلى خلق مافيا خطيرة همها الوحيد خدمة مصالحها الخاصة دون الأخذ بعين الاعتبار مسبقا مصير الفلاح في مرحلة ما بعد نظام ضبط المنتجات الفلاحية الذي رصدت له الحكومة ما يفوق 70 مليارا لضمان نجاعته، وعليه طالب هؤلاء الإطارات بإلغاء نظام ضبط المنتجات الفلاحية قبل تطبيقه على منتجات أخرى مثلما أعلن عنه بن عيسى مؤخرا لتفادي تسجيل الموالين ومنتجي البصل والثوم باعتبارها المنتجات التي سيطبق عليها ''سير بالاك'' خسائر أكثر من تلك التي سجلها منتجو البطاطا، وشددوا على ضرورة خلق نظام مغاير يشارك فيه كافة المعنيين للتتويج بنتائج ايجابية.