نقابة الصيادلة: «الاستهلاك المفرط للباراسيتامول قد يفضي إلى تعطّل وظائف الكبد والكلى» دراسة بريطانية تحذّر من تراجع الخصوبة لدى الرجال بسبب الباراسيتامول يستهلك الجزائريون سنويا حوالي 200 مليون علبة باراسيتامول، لتخفيف آلامهم، حيث تبيع الصيدليات يوميا ما يعادل 50 علبة، إذ يحتل هذا الدواء صدارة الأدوية الأكثر مبيعا في الجزائر والعالم كله. وفي هذا الشأن، حذّرت دراسة بريطانية من المخاطر المرتبطة بتناول دواء الباراسيتامول على المدى الطويل وبجرعة عالية، خاصة على القلب والأوعية الدموية والكلى والكبد، حيث تم اكتشاف أن استهلاكه على المدى الطويل يجعل الفرد بدون مشاعر ويقلل من خصوبة الرجال. واستنادا إلى الدراسة التي أجريت في أكسفورد، فإن مسكن الباراسيتامول، الدواء الأكثر مبيعا في العالم، وغالبا من دون وصفة طبية، يعد خطرا كبيرا على الكبد في حال تناوله بجرعات عالية. واستنادا إلى ثماني دراسات قائمة، أظهرت هذه الأخيرة أن معدل الوفيات قد يصل إلى 63 من المئة لدى المرضى الذين يتناولون جرعات كبيرة، وبشكل متكرر من الباراسيتامول، بمعدل نحو 3 غرامات يوميا. وأشارت الدراسة إلى أن تأثير حبوب الباراسيتامول لا يقتصر على الآلام الجسدية، بل يشمل الانفعالات النفسية أيضا، حيث يتسبّب في تبلّد المشاعر والتقليل من البهجة والحزن على حد سواء، من دون أن يعي مستخدموه ذلك طوال هذه السنوات. والباراسيتامول، أو ما يعرف طبيا بالأسيتامينوفين، هو واحد من أكثر الأدوية استخداما بين البشر، كعلاج رئيسي للحمى والصداع وتسكين الآلام الخفيفة، كما أنه يدخل في تركيب أدوية الإنفلونزا، ونظرا لشيوع استخدامه فإنه يعتبر السبب الأكثر شيوعا للتسمّم الكبدي بسبب الجرعات المفرطة منه. 50 علبة باراسيتامول تباع يوميا من جهتهم حذر العديد من الصيادلة ممن تحدثث إليهم «النهار»، من تفاقم مشكلة التسمّم الدوائي، مشيرين إلى أن ظاهرة الاقتناء الذاتي للأدوية، خاصة مسكّنات الألم، في تزايد ملحوظ، حيث يصل معدل بيع هذا الدواء إلى 50 علبة يوميا، أي بعملية حسابية بسيطة، يقدر معدّل استهلاك الجزائريين للباراسيتامول سنويا بأزيد من 200 مليون علبة سنويا. وفي هذا الشأن، أكد الدكتور صلاح الدين منعة، الناطق الرسمي باسم الصيادلة الخواص، أن دواء الباراسيتامول هو الدواء الأكثر انتشارا وسط الجزائريين، كونه مسكنا للألم ومخفضا للحمى. وقال منعة، إنّ معدل بيع هذا النوع من الدّواء، يتراوح ما بين 40 و50 علبة يوميا، ويحتل صدارة المبيعات في الصيدليات، وتجارته تعدّ مربحة، كونها أدوية لا تتعرّض للكساد. وعن المضاعفات التي يمكن أن يتسبّب فيها هذا النوع من الأدوية، قال الدكتور منعة إنها معركة تجارية بين مخابر الدواء؛ لأن مضادات الألم تباع بشكل كبير في الأسواق، ومن هذا المنطلق تصدر دراسات مشكوك في صحتها. وأكد الدكتور أن الباراسيتامول، شأنه شأن الأدوية الأخرى، له فوائده وله أعراض جانبية، وفي حال الإفراط منه، قد يصاب الكبد، وهو المصنع المستقبل للأدوية في جسم الإنسان، بمشاكل قد تكون خطيرة على المدى البعيد وكذا هو الحال بالنسبة للكلى التي تقوم بالتصفية. وأضاف ذات المتحدث أنه لا وجود لدراسات فعلية في الجزائر حول هذا الدواء، وأن استهلاك 4 غرامات في اليوم لمدة تفوق 10 أيام، قد تمثل خطرا على مستهلكه.