سيدتي الفاضلة نور أكتب لك من دنيا غير التي تعيش فيها الناس، لأنه حكم علي بالعيش في منتجع للأفكار الغريبة و الممارسات العجيبة من أخلاق وسلوكات، إبتدعها رجل يقول أنه مسلم لكنه في الحقيقة لايمد للإسلام بصلة. مشكلتي ياسيدتي الكريمة، أني تزوجت متطرفا وهذا الأخير كان يمارس نشاط إرهابي، وهو لم يتب لولا أنه قبض عليه وأودع السجن لسنوات طوال، حيث خرج لا أعرف إذا كان قد أنهى مدته أو إستفاد من قوانيين الرحمة والعفو والمصالحة إنه في جميع الأحوال إرهابي وفقط، أطلق عليه الناس إسم تائب دون معرفتهم لمعنى هذه الكلمة هذا الرجل الذي يكبرني بنصف عمري، جاء لوالدي خاطبا فلم يمانع بعدما أمرته زوجته بذلك فكان يوم زواجي كيوم وفاتي، فأنا أعيش شبه ميتة. معاناتي لاتنتهي معه، لأنه عنيف خشن المعاملة يتصرف بعشوائية، لايستحم حتى صلواته مبعثرة في غير أوقاتها، رغم أنه لا يعمل ويعتمد على منحة والدته، لكنه يحصل مالا أعرف مصدره هذا الأخير جعل حياتي جحيما، لأنه يحرم ويحلل ويفتي في أمور شرعية وجزوم أمرها ليس تلك فحسب، بل أنه يحاول معاشرتي حتى أيام العذر الشرعي. أعيش معه منذ خمس سنوات، وأدعوا الله ليلا ونهارا ألا يرزقني الذرية منه، وقد إستجاب الله لدعائي، لقد أصبحت أخشى على نفسي من تهوره لأنه كثيرا يضربني، ولايعرف لغة الحوار، لأنه تجرد من الآدمية خلال عشرة سنوات في الجبل هذا ماتبادر لذهني ولست مخطئة في حقه. مهما تكلمت عن فصيلة هذا الإنسان أو المخلوق لأنه ليس له موصفات الإنسانية سوى شكله، فإني لن أفيه حقه من الوصف، أعيش معه دوامة حقيقية ولا أعرف السبيل للخروج منها. علما ياسيدتي أني جامعية متحصلة على شهادة ليسانس في الأدب الفرنسي، أفكر في الهروب من بيته، وقبل ذلك أردت إستشارتك، أرجو أن تدليني على الصواب. ش.بومرداس الرد: لقد تكلمت بإسهاب عن زوجك، وذكرت تفاصيل تخصه، لكنك لم تتكلم عن نفسك سوى بذكر تلك المعلومات العامة، وهذا مايجعلني أسأل عن أشياء كثيرة تخص معالجة لهذه المشكلة. أقول لك إن رأيت إستحالة العشرة مع هذا الزوج الذي لايخشى الله فيك، عليك بالإنفصال فلماذا تحملين نفسك مالاطاقة لك به، وتحرمين نفسك من الأمومة بالدعاء، إنك قد أجحفت في حق نفسك وظلمتها وهذا حرام عليك. حاولي التحدث مع والدك وإقناعه بأن هذا الرجل جعل حياتك جحيما وهو ليس ملكا، مثلما يتصور إجعليه يتدخل للتحسين من شأنه، وإذا رأيت عدم الجدوى من كل ما أقدمت عليه، فالطلاق لك أرحم.