بعد أن ضاقت بي الدنيا بما رحبت، قررت الاتصال بك، لعلني أجد من خلال هذه الخطوة الراحة التي افتقدتها منذ سنوات خلت أنا إمرأة فيمن عمري، ولدت ونشأت في أسرة يحكمها قانون الشر، هذا ما جعل الشر بكل أنواعه وألوانه يعشعش بين ضلوعي، فماإن فتحت عيني على هذه الدنيا، حتى أصبحت إنسانة شريرة بالمعنى الصريح للكلمة، لا مهمة لي في هذه الحياة سوى التخريبوالتهديم والتفرقة، وكل هذه التقنيات ورثتها عن أمي التي كانت كذلك بدرجة مشرف جدا، لقنتني كل طرق ووسائل الشروذهبت أبعد من هذا، حيث أنها كانت تشركني في تلك العمليات التي كانت تقوم بها، لمنع الفتيات من الزواج والتفريق بين الأزواج، وإبعاد المتحابين عن بعضهم البعض، وما إلى ذلك من الأعمال الشيطانية . على هذه السيرة أمضيت كل أيام حياتي، فلم أدع شيئا جميلا يمر أمامي إلا وفعلت المستحيل من أجل تحطيمه، فلقد آذيت الكثيرمن الفتيات ووقفت بينهن وبين سعادتهن، مستعملة كل الأساليب التي تسبب لهم والشقاء وهي الجنون، لقد حطمت مستقبل مئاتالفتيات.. إلى أن جاء ذلك اليوم الذي رأيت فيه حلما رهيبا قلب موازين حياتي، حيث رأيت أن ملك الموت جاء لقبض روحي،ولكن الموت وقفت كالغصّة في حلقي، حيث رحت أستعرض تحت وطأة عذاب لا يوصف.. كل صور الشر التي اقترفتها فيحياتي، رأيت كل الفتيات اللواتي عذبتهن واحدة واحدة، كلهن وبلا استثناء أمسكن بعنقي ورحن يضغطن عليه بقوة، وبعد أنرأيت الموت آلاف آلاف المرات، رأيت نفسي في ظلمة القبر، وثمة عشت سلسلة طويلة من العذابات الرهيبة، حيث أن القبرراح يضيق عليّ حتى أتحول إلى مجرد خيط رفيع، ثم يستوسع لأعود ثانية لحالي، وما إن أتنفس الصعداء، حتى يرجع ثانية ليضيق عليّ ليحيلني إلى خيط رفيع من جديد، وهكذا استمر بي الحال حتى رأيت ملكين جاءا ليجراني إلى نار جهنم.. على وقعه ذا المشهد الرهيب استيقظت وأنا في حالة عجيبة من الرعب والخوف، فمنذ ذلك اليوم قررت أن أتوب، وفعلا أقبلت على الخيروسعيت للتقرب من الله ولكن شيئا في قلبي يؤكد لي أن الله غاضب عليّ وبعيد عليّ، وكثيرا ما أرى في أحلامي إمرأة تصرخ في وجهي قائلة : " إن الله لن يغفر لك مهما فعلت ..." أكاد أجن من شدة الخوف والقلق ،لا أدري ماذا أفعل حتى أ كفر عن ذنوبي التي لا تُعد ولا تحصى أرجوك ساعديني قبلأن أخلد في نار جهنم ! عائشة من المدية الرد : أريدك أن تسمعي وتعي قول النبي صلى الله عليه وسلم :" لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء، ثم تبتم لتاب الله عليكم. تأكدي أن الله هو الغفور الرحيم طبقا لقوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسكم، لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفرالذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم، وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تصرون"عزيزتي؛ من المؤكّد أنك أخطأت أخطاءً رهيبة، وارتكبت كبائرا كثقل الجبال، ولكن تيقني إذا كانت توبتك توبة نصوحة، فإنالله سيغفر لك كل ذنوبك.. طبقا لقوله: "إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا، فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورارحيما"وحتى تكون توبتك نصوحا،عليك أن تخلصي لله وتقلعي عن المعاصي، وتعترفي بكل الذنوب التي ارتكبتها ، وتندمي عليها أشد الندم، ثم ترد المظالم إلى أهلها عزيزتي؛ يجب عليك أن تحمدي الله ليلا ونهارا بكرة وأصيلا، لأنه جعل ذلك الحلم الرهيب الذي أعادك إلى رشدك وهداك إلىطريق الإستقامة، وهذا إن دلّ على شيء، إنما يدل على أن الله يحبك، لذا أراد أن يدخلك في مصاف الناس المقربين إليه يجب أن تندمي على كل ما فعلت، وتسعي إلى إصلاح ما أفسدته، دون أن تفضحي نفسك، في المقابل لا تدعي هذا الندم يصبحسلاحا في يد الشيطان، يوظفه ليبعث فيك اليأس والقنوط الذي يمنعك من الاجتهاد في طاعة الله. ما يتردد في أحلامك هو منفعل الجن، لذا أنصحك بأن ترقي نفسك عند راقي مقتدر، وتسعي إلى ذكر الله وفعل الخيرات والإكثار من صالح الأعمال ، والانغماس في الطاعات والعبادات في كل الأوقات، والمواظبة على الاستغفار في كل وقت . ردت نور