فصل مجلس قضاء المدية مساء الأربعاء الماضي، في قضية المدعو ''ب. ن. محمد''، حيث أدانت هيئة المحكمة المتهم بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وأصدرت حكما بالمؤبد في حقه بعد النقض في الحكم الصادر سنة 2006 والقاضي بإعدامه. تفاصيل الواقعة التي أثارت جدلا كبيراً في أوساط الرأي العام الميزابي، حسب ما دار في جلسة المحاكمة من أقوال الدفاع وغيرهم، تعود إلى رمضان من سنة 2005 عندما كان الضحية المدعو ''ب. إبراهيم'' المعروف باسم باشا أحمد عضو بالهلال الأحمر بغرادية وكذا مناضل في حزب القوى الاشتراكية ذهاباً إلى المسجد ''تاورت'' لأداء صلاة التروايح، حينها فوجئ بملثمين قاموا بالاعتداء عليه على متن دراجة نارية، حيث أقدموا على سكب البنزين على جسد الضحية ثم أضرموا النار فيه، أين أصيب بحروق بليغة نقل على إثرها إلى المستشفى ليغادر الحياة بعد ثلاثة أيام من آثار الاعتداء، منذ ذلك الوقت بدأت هذه القضية الشائكة، حيث أثبتت التحقيقات الأمنية تورط المتهم الشاب محمد البالغ من العمر 22 سنة، وحسب ما دار في جلسة المحكمة فإن قرائن الجريمة وأدلة الشاهدين القاصرين أكدوا ذلك من خلال أن الجاني كان يترصد ويترقب للضحية منذ ثلاثة أيام قبل وقوع الحادثة، ضف إلى ذلك أنه كان قد غادر المنطقة وقت وفاة الضحية واختفائه لمدة أربعة أيام. من جهة أخرى، ولدى سماع الشهود تمثل في والد المتهم فأكد أن ابنه غادر بنية العمل إلى زلفانة دون أن يخبره، من جهة أخرى شهادة أبناء الضحية عمر ودواد حول أن والدهم اخبرهم بفاعلين فلم يثبتوا ذلك إلى جانب أنهم يجهلون أن كان المتهم قام بجريمة، ممثل الحق العام ولدى مرافعته أثبت حكم الإعدام في حق المتهم لثبوت قرائن الجريمة، أما دفاع المتهم والمتمثل في المحامي بوشاشي فالتمس في حق موكله البراءة على أساس عدم ثبوت أدلة كافية لذلك، وبعد المداولات هيئة المحكمة قضت علنيا حضوريا بالمؤبد بعدما أجابت على خمسة أسئلة. فوضى وبكاء بعد النطق بالحكم لم تهدأ قاعة المحاكمة مباشرة بعد النطق بالحكم من طرف قاضي الجلسة، حيث عمت الفوضى والصراخ والرفض لقرار هيئة المحكمة، حيث انطلق وتعالت الأصوات بعبارات ''منكر، منكر'' من حوالي أزيد من 100 ميزابي دخلوا القاعة حينها طالب القاضي من مصالح الأمن من إخلائها للنظر في الدعوة الطرف المدني، قبلها سبق هذا تصفيق عند دخول المتهم. جلسة المحاكمة دامت 10 ساعات وحضرها كريم طابو دامت القضية حوالي عشر ساعات من الزمن، حيث انطلقت منذ الساعة 9,00 صباحا إلى غاية 18,30 مساء، أين حضرها الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية إلى جانب حضور اثني عشر محاميا من بينهم الأستاذ بوشاشي وكذا سبعة شهود. اعتصام أكثر من 130 ميزابي أمام مجلس القضاء المدية اعتصم حوالي أكثر من 130 شخص أمام مجلس القضاء القادمين من مدينة غرداية منذ الساعات الأولى من الصبيحة، عقب انتهاء المحاكمة، حيث عبر الجمع المعتصم عن رفضهم لقرار المؤبد، أين أطلقوا عبارات معادية له، كما أجهش الكثير منهم بالبكاء وتعالت أصواتهم بإعادة النظر في القضية من خلال الأقمصة التي كانوا يرتدونها، حيث حملت شعار العدالة لبابا نجار محمد، وقد تمكنت مصالح الأمن من احتواء والسيطرة على الوضع بعد استمراره لمدة ساعة تقريبا، حيث لم يسجل أي انزلاق يذكر.