القرار اتخذ من جانب أحادي وفاجأ السلطات والمواطن المغلوب على أمره شرع خبازون ومن دون سابق إشعار أو إنذار، في رفع تسعيرة الخبز العادي، لتقفز من سعر 8.5 دنانير إلى 15 دينارا، وذلك ابتداء من يوم أول أمس الخميس. وحسب مصادر محلية من العديد من الولايات، فإن القرار تم تطبيقه بشكل أحادي الجانب من طرف العديد من الخبازين، فيما لم يلتحق عدد آخر من ممارسي المهنة بخطوة زملائهم. ففي ولاية البويرة، تفاجأ سكان المنطقة بقرار الكثير من الخبازين رفع سعر الخبزة الواحدة إلى 15 دينارا، وعلى إثر ذلك القرار الذي قوبل بصمت مطبق من طرف السلطات، خرج مواطنون للاحتجاج بساحة الشهداء وسط مدينة البويرة. وتعالت أصوات المواطنين المحتجين بساحة الشهداء، للمطالبة بتدخل السلطات حفاظا على القدرة الشرائية للطبقات الوسطى والفقيرة وذوي الدخل المحدود، في حين دعا محتجون آخرون إلى مقاطعة شراء الخبز لإجبار الخبازين على إعادة النظر في التسعيرة. أما في ولاية تيبازة، فقد لجأ الخبازون إلى طريقة أخرى لفرض رغبتهم في رفع أسعار الخبز، حيث شنوا إضرابا عن العمل تمت الاستجابة له على نطاق واسع، لتضرب بلديات تيبازة أزمة خبر، عانى منها المواطن. وبرر الخبازون إضرابهم بمعاناتهم مما أسموه بأزمة التموين بمادة «الفرينة»، الأمر الذي أدخل العديد من بلديات الولاية في أزمة حقيقية وجعل المواطن في رحلة بحث عن خبزة من شرق الولاية إلى غربها. وحسب عدد من الخبازين، فإن إضرابهم، لم يكن مبرمجا بل هو رد فعل تلقائي منهم على ما يقولون عنه ارتفاع لأسعار مادة «الفرينة» وندرتها، وهو الأمر الذي أثر على عملهم ومردودهم اليومي، يقول «كريم» من جيجل صاحب مخبزة ببلدية فوكة ويقاسمه نفس الرأي «فواز» من برج بوعريريج، صاحب مخبزة بالدواودة. وقد لوحظ أن إضراب الخبازين كان بحدة في مناطق شرق ولاية تيبازة وخاصة في بلديات بواسماعيل وخميستي وبوهارون وعين تاغورايت، إلى جانب الدواودة وفوكة، وهو الأمر الذي جعل سكان هذه البلديات يلجأون إلى القليعة والشعيبة، أين وجدوا سعر الخبز قد ارتفع في المحلات التجارية من 10 دج إلى 15 دج. وعلى الجهة المقابلة، أكد مدير التجارة لولاية تيبازة في اتصال هاتفي ب النهار، أن نسبة الإضراب لم تتجاوز 30 من المئة، مشيرا إلى إحصاء مصالحه ل29 مخبزة من أصل 99 أضربت عن العمل بطريقة مفاجئة، مبديا انزعاجه من طريقة الإضراب والذي قال عنه إنه لم تكن على علم به أي جهة، سواء الجهات الوصية من مديرية التجارة أو المواطن الذي تفاجأ بانعدام الخبز. أما بولاية وهران، فقد تفاجأ سكان «الباهية»، أول أمس، بندرة حادة في الخبز بعد دخول بعض الخبازين في إضراب عن العمل من دون إشعار أو سابق إنذار، حيث استيقظوا منذ صباح أول أمس، على العشرات من المخابز مغلقة، خصوصا منها الواقعة بشرق وهران وببلدية بئر الجير ووسط المدينة، أين لجأت بعض المخابز إلى توفير الحد الأدنى من الخدمات بتوزيع 4 وحدات من الخبر للمواطن الواحد قبل غلقها، الأمر الذي تسبب في حالة غليان ورحلة للبحث عنها لدى سكان مدينة وهران، الذين لجأوا إلى محلات الخبز السوري والمطلوع التي شهدت طيلة اليومين الماضيين طوابير طويلة استغلها بعض المضاربين لرفع سعر الخبزة الذي تراوح ما بين 15 إلى 20 دج ببعض المخابز، رغم أن الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين نفت اتخاذ أي قرار برفع سعر الخبز، وإن تم ملاحظة ندرة في مادة الفرينة ببعض الولايات. وفي ولاية بومرداس، أحصت مديرية التجارة لولاية بومرداس 4 مخابز قامت برفع تسعيرة الخبز إلى 15 دينارا. وفي هذا الإطار، أفادت «سامية عبابسة» مديرة التجارة لولاية بومرداس، أن مصالحها وبالتنسيق مع مصالح الأمن قامت بخرجة ميدانية بعد تلقي شكاوى تشير إلى رفع تسعيرة الخبز خلال 24 ساعة الاخيرة إلى 15 دينارا. وأوضحت المتحدثة أن الخبازين الذين رفعوا التسعيرة ينشطون ببلديات زموري والناصرية، إلى جانب مخبزتين ببرج منايل، مضيفة أنه جرى رفع التقارير للوالي في انتظار اتخاذ التدابير اللازمة.