المنيعة من لسعات البعوض المتزايدة مما ينذر بصيف صعب لا يجدون مفرا من التأقلم مع تداعياته، ورغم تأكيد مسؤول حفظ الصحة على مستوى البلدية أن مصالحه قامت برش مادة "الديلتامترين" على أماكن تواجد الحشرات الزاحفة والطائرة، إلا أن حقيقة الواقع تظهر خلاف ذلك، وهو ما أرجعه البعض إما لعدم فعالية المادة المستعملة في المكافحة، أو أن التوقيت غير مناسب، باعتبار أن رش المادة المبيدة كان ينبغي أن يكون في الفترة التي يضع فيها البعوض بيضه، مضيفين أنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة الموقف سواء من خلال استعمال الأجهزة الطاردة للحشرات أو حرق العجلات المطاطية لإبعاد الخطر عنهم، والذي لا ينفون مساهمتهم في صنعه من خلال رمي القمامات داخل مجاري الخنادق التي وجدت في الأصل من أجل صرف مياه الأمطار والمياه الزائدة المنبعثة من باطن الأرض، ويعتبر سكان بلدية حاسي القارة الأكثر تضررا بسبب قربهم من البحيرة التي تعد مصبا رئيسيا لكافة قنوات الصرف الصحي في المنطقة، من جهتها الحركة الجمعوية لم تبق مكتوفة الأيدي وقامت بتحرير شكاوى للجهات المسؤولة للفت انتباهها للخطر المحدق بالسكان والبيئة على حد سواء، وهو ما يتجلى في الشكوى التي تقدمت بها جمعية حي حدب بن عرفة ببلدية المنيعة، حيث اعتبر رئيسها السيد "الزاوي محمود"، أن الحملة التي قام بها مكتب حفظ الصحة بالتنسيق مع القسم الفرعي للري من تهيئة وتنظيف مرورا برد الاعتبار للخندق الرئيسي للمدينة وانتهاء بزرع الأسماك الصغيرة كمحاولة لإيجاد حلقة بيئية من شأنها المحافظة على التوازن البيولوجي ومن ثم القضاء على الانتشار الرهيب للبعوض دون اللجوء للمكافحة الكيماوية، كلها محاولات لم تعد ذات معنى بعد أن أقدمت البلدية على استحداث ثقب في قنوات صرف المياه العابرة بمحاذاة الخندق في كل من المدخل الشمالي للمدينة بالقرب من المنطقة الصناعية، وفي حي سيد الحاج يحي، مما لوثه وأرجعه لسابق عهده وذلك بحجة معالجة مشكل الانسداد في الشبكة الرئيسية لمياه الصرف الصحي، معتبرا أن الأمر كان يقتضي برمجة مشروع تكميلي لإزالة المشكل بصفة نهائية وليس التضحية بحق المواطن في الصحة العامة ومن ورائه البيئة التي تلوث هواءها بالروائح الكريهة، وهو ما يتأذى منه السكان خصوصا الأطفال بسبب احتمال إصابتهم بالرمد الحبيبي والحساسية بشتى أنواعها.