عملية الانتخاب تمت علنيا وبالتزكية في خرق واضح للقانون الانتخابات تحولت إلى مسيرة ومحاصرة مقر إقامة الوالي والمطالبة برحيله تم في ساعات متأخرة من ليلة أول أمس، انتخاب بن سالم طويسات رئيسا للمجلس الشعبي الولائي الجديد بالتزكية، وهذا بعدما شهدت العملية جوا مكهربا وفوضى عارمة بين كتلتي «الأفلان» و«الأرندي». وقد تخللت عملية الانتخاب مناوشات واسعة بين المنتخبين الولائيين، رغم تخصيص جلسة مغلقة للعملية، حيث شهدت العملية الانتخابية ملاسنات وصلت إلى السب والشتم والضرب والجرح، راح ضحيتها عضو المجلس، عيسى صديقي، المنتمي إلى «الأرندي»، الذي أصيب بإغماء شديد أدى إلى سقوطه أرضا أثناء مشادات مع منتخبين من «الأفلان». وقد جرى نقل المنتخب الضحية على وجه السرعة إلى مصلحة الإستعجالات الطبية الجراحية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية المجاهد عبد القادر محاد، حيث لا يزال يرقد تحت العناية المركزة. للإشارة، فإن «الأفلان» دخل بمرشحه بن سالم طويسات خلافا لتعليمة الأمين العام ل«الأفلان» جمال ولد عباس المرسلة إلى الوالي رقم 35 بتاريخ 7 ديسمبر 2017، التي تبين بأن قيادة «الأفلان» تؤيد مرشح تحالف «تاج»، عسلوني حكيم، غير أن الأمور سارت بما لا يشتهي ولد عباس، بعدما دعم منتخبو «الأفلان» تحالف كل من كتلتي «المستقبل» ب6 مقاعد و«حمس» ب8 مقاعد، مقابل دخول تحالف «تاج» ب9 مقاعد مع «الأرندي» ب13 مقعد لفائدة مرشحها حكيم عسلوني. وقد بدأ الخلاف بين الخصوم السياسيين حول كيفية إجراء عملية التصويت، حيث طلب تكتل «الأفلان» بوجوب استعمال ورقتين يكتب فيهما اسم كل مترشح لضمان شفافية أكبر خلال عملية التصويت، في حين أصرّت كتلة «الأرندي» و«تاج» على الورقة الواحدة التي يدون فيها اسم المرشحين بن سالم طويسات وحكيم عسلوني، وإجراء الشطب من دون اللجوء إلى ورقتين منفصلتين، الشيء الذي أدى بكتلة «الأفلان» إلى التزكية برفع الأيدي والحصول على 25 مقعدا من 47 بالمجلس، الشئ الذي أدى بكتلة «الأرندي» و«تاج» إلى الانسحاب كون الطريقة غير قانونية. وبعد الإعلان عن تزكية بن سالم طويسات من «الأفلان»، وترسيمه رئيسا للمجلس الشعبي الولائي الجديد بمحضر رسمي من قبل مصلحة التنظيم والشؤون العامة، خرج منتخبو «الأرندي» و«تاج» والعشرات من مناضلي الحزبين ومناصريهم إلى الشارع، حيث انطلقوا من مقر المجلس الشعبي الولائي في مسيرة ليلية حاشدة نحو إقامة الوالي، مرددين عدة شعارات تندد بمجريات العملية وتطالب برحيل كل من الوالي ورئيس المجلس الشعبي الولائي الجديد. وقد حاصر المحتجون مقر إقامة الوالي، وسط إجراءات أمنية مشددة لعدة ساعات، وطالبوا بإعادة عملية الانتخاب عن طريق الاقتراع السري.