قرية سي الغوثي، ذات 300 نسمة يومهم 48 من دون ماء للشرب، علما أن القرية تقع على بعد 3 كلم من مدينة مدريسة، وعلى بعد 500 متر من الطريق الولائي الرابط بين مدريسة وفرندة حيث يمر بهم أنبوب المياه القادمة من بئري الصفصاف والتي تزود المدينة بالمياه الصالحة للشرب، وعلى بعد أمتار من خزانات "محطة الطيارات". وفي زيارتها الميدانية للقرية، وقفت "النهار" على واقع السكان المؤلم، حيث كانوا يغرفون المياه الملوثة من حفرة أنشأتها مصالح الجزائرية للمياه، حسب تصريحات سكان القرية لحل المشكل، الأمر الذي جعلهم يلجؤون إلى "النهار" ليطلبوا من الوالي زيارتهم على غرار الدواوير الأخرى، بعدما صرح لهم أحد المسؤولين أثناء طرح انشغالهم عليه "روحو تموتو"، ومنع تزويدهم بالمياه بواسطة الشاحنة ذات الصهريج التي منحها الوالي للبلدية، قصد حل مشكل القرية من نقص المياه خاصة في فصل الصيف. وتبقى أزمة السكن على رأس قائمة الطلبات، حيث قرابة 20 شابا متزوجا يعيشون مع أسرهم في سكنات ريفية أنجزت في الثمانينيات، لم يستفد أصحابها من الترميمات التي منحتها الدولة للمتضررين من الفيضانات الأخيرة، و30 شابا آخرا ينوون تكوين أسر في ظل تجاهل مطلق للسلطات المحلية لهم، وذلك بعدم برمجة سكنات تجمعية ريفية في القرية لحل الأزمة. كما تبقى البطالة تخيم على أجواء القرية 100 شاب لا يعمل منهم سوى 6 في إطار الشبكة، وقد طردت البلدية 4 منهم لأسباب مجهولة حسب السكان، الذين ما يزالون يصلحون قنوات الصرف الصحي على نفقاتهم الشخصية، هذه القنوات التي ليس لها مصب سوى قلب القرية في ظل تخوفات جادة لوزارة الصحة من احتمال إعادة انتشار داء الليشمانيا هذا العام. وتبقى المنطقة في حاجة ماسة إلى زيارة والي الولاية أو رئيس الدائرة، ليقف على معاناتهم التي تتجاهلها السلطات المحلية التي ترفض إدراج المطالب ضمن مخططاتها الإنمائية، وإبقائها في دائرة الوعود الانتخابية كما صرح به سكان قرية سي الغوثي ل"النهار.