منطقة عين الأزيار، السلطات المحلية قصد انتشالهم من الأوضاع المزرية التي يعيشونها منذ الاستقلال، وعبر السكان عن قلقهم الشديد لهذه الظروف التي يتخبط فيها أولادهم بسبب قلة المرافق الضرورية خصوصا فيما يتعلق بالجانب الصحي والتربوي. على بعد 10 كلم من بلدية المليليحة تقع المنطقة الفلاحية عين الازيار، وقد سميت بهذا الاسم نظرا لوجود منبع مائي أطلق عليها "العين" ويستعملها السكان للشرب وسقي أغنامهم، ويعود تاريخ هذه العين إلى سنوات الاستعمار حينما كان المجاهدون يستغلونها كون مائها من أجود المياه، ومازال سكانها يحافظون على تلك التقاليد التي توارثوها عن أجدادهم. المنطقة تعتبر أيضا منطقة رعوية بالدرجة الأولى نظرا لطبيعتها ومناخها الشبه الجاف، ويعتمد أغلب السكان على تربية الأغنام التي تعتبر المصدر الرئيسي لدخلهم وقد عانت عين الأزيار في منتصف التسعينيات كما عانت جميع المناطق الأخرى من ويلات الإرهاب، ويتذكر سكانها تلك الليلة السوداء في بداية 1997 التي فقدت فيها المنطقة أغلى ما تملك من شباب عندما قامت مجموعة إرهابية باغتيال ستة شبان وذُبحوا من بينهم طفل لا يتعدى عمره 14 سنة، لتنطلق رحلة البحث من قبل الأهالي عن الأمن في كل الاتجاهات، فمنهم من اتجه نحو بلدية المليليحة ومنهم نحو عاصمة الولاية، وبعد أن استقر الوضع بفضل السياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية، عادت الحياة من جديد إلى المنطقة غير أنها وجدت نفسها تصارع المشاكل كالطريق الذي يربطها بالطريق الرئيسي الذي هو عبارة عن حجارة لا تصلح حتى لمرور الآلات الكبيرة والجرارات. إلى جانب هذا، استفادت المنطقة من فرع بلدي لا يصلح سوى للتضلل تحت جدرانه، فهو مغلق منذ افتتاحه، كما أن المنطقة بحاجة ماسة إلى الكهرباء الريفية التي تعتبر سببا لاستقرار العائلات وطالب السكان من المجلس البلدي الحالي نظرة ولو بسيطة، خصوصا وأن هناك برنامج خاص من قبل الدولة من أجل إعادة إعمار الأرياف وهو برنامج التنمية الريفية الذي ينتظره السكان بفارغ الصبر حتى لا يتكرر سيناريو التسعينيات.