أبو محمد المقدسي ألزم مراجع ''القاعدة'' بنشر تصريحاته وحذر من التطاول عليه بسبب مواقفه ،وأكد الشيخ المقدسي منظّر الجماعات الجهادية في العالم الإسلامي، والذي يعتبر الأب الروحي لتنظيم ''القاعدة''، أن الحوار الذي أدلى به لصحيفة ''السبيل'' الأردنية قبل أسابيع كان صحيحا وليس كاذبا. وفي تصريح له ردا على سؤال أحد أنصار العمل المسلح في العالم الإسلامي، نشره موقع ''الدعوة والجهاد''، والذي يعتبر الموقع المرجعي لتنظيم ''القاعدة''. قال الشيخ أبو محمد المقدسي، إن الحوار الذي أجراه مؤخرا مع صحيفة ''السبيل'' الأردنية'' ليس بجديد، والمعلومات التي فيه مختصرة من وقفاته، ولو قرأت الوقفات لما فوجئت بشيء مما جاء في ''السبيل''، مشيرا إلى أنه قام بمراجعة العديد من المواقف التي تخص العمل المسلح في العالم الإسلامي، والتي كان أوردها في الصحيفة الأردنية. وهي المرة الأولى التي يؤكد فيها الشيخ أبو محمد المقدسي التصريحات التي أدلى بها ليومية ''السبيل'' الأردنية، والتي جاءت بعد فترة قصيرة من رسالة ''التبرئة'' التي وجهها إلى عناصر ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' والتي نقلها عنه أحد الناشطين السابقين في أفغانستان المدعو ''أبو الوليد الجزائري''، بشأن مواقفه من سفك دماء المسلمين في بلاد الإسلام. وكان الشيخ المقدسي قد فاجأ أنصار العمل المسلح وخاصة أتباع ''القاعدة'' بتصريحات اعترف فيها لأول مرة، أن الكثير من العمليات التي يقوم بها عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة في العالم الإسلامي، ''ضررها أكثر من نفعها''، وأضاف أن ''الشرع الإسلامي عظّم من حرمة المسلم، دمه وماله وعرضه، وأن علماء الإسلام صرحوا أن استباحة دماء المسلمين خطر عظيم''. وشدد الشيخ أبو محمد المقدسي على ضرورة تجنب سفك دماء المسلمين بغير حق، حيث قال: ''لا يجوز التهاون بدماء المسلمين المعصومين بأي شبهة أو بحجة الجهاد أو غيره''، مشيرا في سياق تصريحاته لصحيفة ''السبيل'' قائلا: ''كتبت مرارا وتكرارا وتبرأت مما يرتكبه البعض من عمليات غير منضبطة بحدود الشرع، يذهب ضحيتها آلاف الأبرياء، وسفك فيها دماء كثيرة دون فائدة شرعية تعود على الجهاد والمسلمين''، وأضاف: ''وحتى العصاة من المسلمين لا تحل دماؤهم وأموالهم لمعاصيهم، وواجبنا اتجاههم، الدعوة والسعي في إخراجهم من الظلمات إلى النور، لا للاشتغال معهم في معارك''. وعلى الرغم من الانتقادات الشديدة التي وجهها له السائل بشأن تغير موقف الأب الروحي لتنظيم ''القاعدة''، إزاء العمليات التي ينفذها عناصر الجماعات المسلحة في بلاد المسلمين، رد الشيخ أبو محمد المقدسي بلهجة هادئة قائلا: ''لا تقلق أخي الحبيب؛ فنصحك على رأسي ولن أحمل عليك في صدري، فقد اعتدنا قبول النصيحة من أصغر إخواننا دون غضاضة .. كما اعتدنا على تطاول الخصوم وكذب الأعداء وتشويه الحاقدين وما ضرّنا ذلك شيئا، وأنت لست من هؤلاء، ولا من أولئك إن شاء الله، ولكنك أخ ناصح ونصحك على الرأس والعين، ولكن رجائي لك أن تقرأ كلامي جيدا قبل أن تنسب إلي شيئا لم أقله، وأن لا تحمّله ما لا يحتمل، وأن لا تخلط بين كلامي وكلام غيري إن كنت تحبني في الله كما ذكرت، وتحرص على مناصحتي كما قدمت في رسالتك..''. وبشأن الانتقاد بعدم معرفته لما يحدث في العالم الإسلامي من تطورات، بسبب تعرضه للسجن قبل الإفراج عنه سنة 2008، رد الشيخ أبو محمد المقدسي قائلا: ''جزاك الله خيرا على مناصحتك لي بأن أراجع كل ما صدر عن المجاهدين من خطابات ولقاءات وكلمات وإصدارات، حتى أعلم ما كان على مدى سنين أسري .. فقد فعلت ذلك من قبل وأفعل دائما ولست بمتقوقع على نفسي، ما دمت خارج زنزانتي.''