شاعت في الآونة الأخيرة موضة جديدة في المجتمع الجزائري عامة وبين أوساط النساء الجزائريات خاصة، ألا وهي صناعة الحلويات التقليدية والعصرية، حيث لجأت العديد منهن إلى الاتخاذ منها مهنة للاسترزاق، تجمعهن غاية واحدة وهي تحسين مستوى معيشتهن، خاصة أمام الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تواجه معظم العائلات الجزائرية. وجهة كل امرأة ترغب في امتهان هذه الحرفة، تكون مباشرة إحدى المدارس المتخصصة في تعليم الحلويات، والتي تشهد إقبالا منقطع النظير، أين تتلقى هذه الأخيرة دروسا حول كيفية التحضير وآخر إبداعات تزيين الحلويات لتتخرج منها محترفة للمهنة وحاملة لشهادة، ما يسمح لها فيما بعد الحصول على طلبيات متعددة، خاصة إذا ما تعلق الأمر بموسم الأعراس أو الأعياد. من جهتها ارتأت "النهار"، التقرب من بعض النسوة اللاتي اخترن هذه الحرفة للاستثمار فيها، وذلك من أجل معرفة أسباب وتفاصيل إقبالهن على هذه الحرفة دون سواها. الظروف المعيشية الخانقة أهم الأسباب حيث قالت السيدة فتيحة خرف الله، أنّ بداياتها مع صناعة الحلويات التقليدية أو الشرقية كما يطلق عليها، كانت منذ سنة 2005، تاريخ التحاقها بإحدى المدارس الخاصة بالعاصمة، أما عن الدوافع التي جعلتها تختار هذه الحرفة بالذات، فقد اختصرتها في العامل الاقتصادي، في إشارة إلى تدني القدرة الشرائية للآلاف من العائلات الجزائرية بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة وتداعياتها على المجتمع الجزائري والطبقة العاملة. و تقاسمها الرأي السيدة حياة شرقيت التي قالت أن اختيارها لهذه المهنة بالذات، يعود إلى رغبتها في تحسين ظروفها، خاصة وأن هذا المجال يدر على صاحبه أموالا طائلة، فالعديد ممن مارسن هذه المهنة قد تغيرت ظروف حياتهن من الأسوء إلى الأحسن، وأصبحن يكسبن الكثير من المال من وراء هذه الحرفة المربحة، لدرجة أنّ ربح الواحدة منهن يفوق في الكثير من الأحيان أجر وزير أو نائب في البرلمان. فالعديد من النسوة ممن مارسن هذه المهنة، استطعن تغيير ظروف معيشة عائلاتهن، فواحدة استطاعت اقتناء سيارة، وأخرى تمكنت من توفير جهاز ابنتها العروس، أما أخرى فراحت توفر مصاريف البيت والأبناء بعد صرف زوجها من عمله. فأسعار الحلويات، تختلف باختلاف نوعها وكذا طريقة حجزها، إذ يمكن للزبون طلب كمية من الحلوى التي يتراوح سعر الحبة منها ما بين 30 و 60 دج حسب النوع، أو كذلك عن طريق شراء مختلف المستلزمات والضروريات لصنع الحلوى، أين يتراوح سعر الحبة ما بين 20 و 50 دج . ومن جهة أخرى؛ تختار فئة من النساء هذه الحرفة ليس فقط من أجل تغيير ظروفهم المعيشية، بل لمجرد تعلم كيفيات بعض أنواع الحلويات التي تحضرها للعائلة في الأعياد، المواسم والمناسبات حيث أوضحت السيدة سارة فروج، أنها سعت إلى تعلم صناعة الحلويات التقليدية لمجرد تحضيرها في المنزل لعائلتها، وليس من باب الربح. و لكل مجال متاعبه ... حيث أجمعت مختلف النسوة ممن التقتهم "النهار"، أن مهنة صناعة الحلويات مهنة متعبة، بالرغم من مكاسبها العديدة، خاصة في فترة ما يعرف بموسم الأعراس، أين تكثر الطلبيات ويشتد الضغط والعمل، ما يتسبب في تعب كبير لصانعة الحلويات يصل إلى حدود الإصابة ببعض الأمراض التي تصيب المفاصل، كما تؤكد السيدة فتيحة أن النجاح في هذا النوع من المهن، يعتمد أساسا على الدقة في المواعيد، وإتقان العمل بشكل جيد، لأن الأمرلا يتعلق بسمعة عائلة صاحبة العرس، وإنما بصانعة الحلويات، فكلما كانت الحلويات مصنوعة بشكل جيد، كلما كانت الأصداء عن الصانعة وسمعتها طيبة.