أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء باتنة أمس الأول، المتهمة ''م. ع'' البالغة من العمر 45 سنة ب18 شهرا حبسا نافذا عن تهمة الاختطاف والنصب والاحتيال بغرض طلب فدية، غير أنه أثناء المحاكمة أسقطت عنها تهمة الاختطاف.وتعود وقائع القضية إلى تاريخ 23 جويلية 2007، عندما تقدم المدعو''ر. إ'' بشكوى لدى الشرطة القضائية بدائرة عين التوتة بولاية باتنة مفادها أن ابنه القاصر البالغ من العمر 4 سنوات قد اختفى ولم يستطع العثور عليه رغم بحثه الحثيث، وبعد مرور أربعة أيام من اختفاء الطفل تقدمت المدعوة ''ر. ف'' إلى منزله وأخبرت والده أنها شاهدت طفلا تنطبق عليه نفس مواصفات ابنه بعد يومين من اختفائه برفقة رجل متوسط القامة، غير أن هذه المعلومة لم تفدهم في العثور على المفقود. وبعد مرور 5 أشهر و5 أيام من اختفاء الطفل المدعو ''ر. عبدالباسط'' تلقى عمه اتصالا من المتهمة المشعوذة ''م. ع'' التي اقترحت عليه مساعدة أخيه للعثور على ابنه المفقود، مشيرا في تصريحه أنها أعلمته بأنها تحصلت على رقمه من الإعلانات الموزعة للبحث عن الطفل، حيث طلبت المتهمة منهم إقامة ''زردة'' لمساعدتهم في العثور عليه، وقد قامت العائلة بذلك ثلاث مرات كانت آخرها في بيت المتهمة، حيث ادعت أثناءها أنها استحضرت الجن وأعلمتهم أن الابن سيعود، كما طلبت منهم مبلغا ماليا قدر ب20 مليون سنتيم مدعية أن الجن هو الذي طلب منها ذلك، وكانت المعنية تتردد على منزل الضحية وتعلمهم بمعلومات غريبة عن الطفل مثل وجود علامة على جبينه وغيرها وكانت المعلومات التي تقدمها كلها صحيحة. وقد كشفت أثناء التحقيق أنها علمت بهذه المعلومات من خال الضحية في الوقت الذي ادعت فيه أمام العائلة بأن الجن من يعلمها بذلك، وكانت المتهمة قد طلبت من والدة الطفل زجاجة عطر وثوبا يخصانها وذلك لاستغلالهما في شعوذتها.تصريحات متضاربة والطفل الضحية لا يزال مفقودا...وأثناء التحقيق مع المتهمة أنكرت التهم المنسوبة إليها، كما أنكرت معرفتها بمكان الطفل، وكشفت بأنها قامت بالاحتيال على العائلة بعد أن دفعها إلى ذلك شخصان أحدهما يدعى ''ر. ع''، وهو من أعطاها أرقام العائلة، وعند اتصالها أجاب عم الطفل ''عبدالباسط '' الذي أعلمته أنها ستساعده لإيجاده وطلبت المبلغ رغم أنها تجهل مكان الضحية، حيث استمرت المفاوضات مع المتهمة 45 وما دون الوصول إلى نتيجة، ولقد صرح ''ر. ع'' الذي اتهمته ''م. ع'' بأنه حرضها للنصب على العائلة، بأنه اتصل بعمّ الضحية وأعلمه بأن المشعوذة اتصلت به وأعلمته بأنها رأت الطفل ''عبدالباسط'' في المنام وتريد مساعدة عائلته لاسترجاعه عكس ما صرحت به المتهمة.وبناء على هذه الوقائع، أدانت محكمة الجنايات المتهمة ''م. ع'' بالحكم المذكور سلفا بعد أن أسقطت عنها تهمة الاختطاف لعدم وجود أدلة وعدم العثور على الطفل لديها، في حين التمست النيابة تسليط عقوبة 20 سنة سجنا في حقها. وللإشارة، فإن الطفل ''عبدالباسط'' لا يزال مفقودا لليوم دون العثور عليه.