قال إنه يؤمن بالقضاء والقدر وشكر طاقم مستشفى قصر البخاري على المجهودات المبذولة وفاة الطفلة «نور الهدى» بالأنفلونزا.. ووالدها يروي تفاصيل مثيرة عن أيامها الأخيرة! «ابنتي كانت مجتهدة في دراستها.. تنبأت بوفاتها وهذا ما كتبته في وصيتها» توفيت، أمس الأول، الطفلة «نور الهدى صدوقي» بمستشفى محمد بوضياف في المدية، بعدما ظلت تحت العناية المركزة لمدة قاربت 5 أيام، وهي في غيبوبة لم تفق منها. النهار التقت والد الضحية وقدمت له واجب العزاء، قبل أن يشرع الوالد المفجوع في فلذة كبده في رواية ما حدث ل «نور الهدى»، بعد مرض لم يدم إلا أياما معدودة. الحادثة بدأت، منذ الثلاثاء من بحر الأسبوع الماضي، ببلدية قصر البخاري الواقعة على بعد 65 كلم جنوبي المدية، حين تعرضت الطفلة «نور الهدى» إلى أنفلونزا عادية، في بداية الأمر يقول عمار والد الفتاة إنه توجه رفقة ابنته إلى طبيب مختص في الأطفال، فوصف لها دواء بطريقة عادية ومنها راحة لمدة يومين حتى تتعافى كليا من أجل تمكنها من العودة إلى مقاعد الدراسة، لكن التلميذة المجتهدة بشهادة مدرّسيها في السنة الثالثة ابتدائي والبالغ عمرها 9 سنوات، لم تكن تعلم بأنها لن تعود مرة أخرى إلى مدرسة بن يلس محمد وعلي. وحسب تأكيدات والد الطفلة ل «النهار»، إن ابنته لم تشعر بأية أعراض معقدة عدا ارتفاع في درجة حرارة الجسم، لكنها في اليوم الموالي شعرت بنزلة برد مفاجئة، حيث صرحت لوالدتها بأنها عاجزة عن التنفس. وكانت هذه هي آخر كلمة قالتها، لتدخل بعدها في غيبوبة، حيث سارعت خالتها ووالدتها ، في حدود الساعة 10.30 صباحا، إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى قصر البخاري، والطفلة بين أيديهما وهي فاقدة للوعي، فيما توقف قلبها عن الخفقان. وأضاف الوالد بأن كل موظفي وعمال وأطباء المستشفى تجندوا لإنقاذ حياة «نور الهدى» وهو ما أدى إلى نجاحهم مؤقتا، بعدما أعادوا قلبها للنبض من جديد، وعاد معه الأمل للعودة إلى الحياة، بعدها تم نقلها إلى مستشفى محمد بوضياف، لكن إدارة هذا الأخير اعتذرت عن استقبال المريضة بحجة أن كل أسرة غرفة الأنعاش مشغولة، وهو ما استدعى إعادتها إلى مستشفى قصر البخاري. وفي يوم الخميس، يقول والد الفتاة إنه بعد اتصالات مع المصالح الوصية، تم إدخالها على جناح السرعة إلى مستشفى محمد بوضياف بالمدية، حيث بقيت تحت العناية المركزة برفقة خالها الذي يشغل منصب ممرض، و في يوم السبت تلقت الأسرة خبر فقدان ابنتها بسبب أنفلونزا حادة. ويقول «عمار» والد الضحية، إنه لن ينسى آخر اللحظات في حياة ابنته، حيث قال إنها قبل دخولها في غيبوبة اقتنت قارورة عطر لتمنحها له في عيد ميلاده، وتركت وصية كتبت فيها «في هذا الزمن البعيد إن كنت من الأحياء فسأفتحها أنا، وأن مت فسيقرأها أمي وأبي». وأكد والد الفتاة الراحلة ل «النهار» بأن ابنته لم تعان قط من أي مرض مزمن، سوى أن لديها ضعف في جسدها، وتفادى خلال حديثه تحميل مسؤولية وفاتها لأي طرف، معتبرا الأمر قضاء وقدرا. للإشارة، فإن هذا الأخير يعمل في شركة خاصة بالجنوب الجزائري، لتكون هذه الحالة الثانية من نوعها بولاية المدية، بعد الأولى التي راح ضحيتها شاب ببئر بن عابد، في حين لا يزال طفل عمره 3 سنوات في حالة مشابهة بمستشفى قصر البخاري، بعدما جرى تحويله من ولاية غرداية. تسجيل ثاني وفاة بأنفلونزا «أش1أن1» في برج بوعريريج توفيت امرأة في الستينات من العمر بأنفلونزا حادة بمستشفى برج بوعريريج، بعد أن أكدت تحاليل معهد باستور أنها كانت حاملة لفيروس «أش1أن1»، وتعد حالة الوفاة هي الثانية من نوعها في ظرف أسبوعين، حيث سجلت ولاية برج بوعريريج وفاة كهل في 46 من العمر منذ أسبوعين. وكان سبب الوفاة هو أنفلونزا حادة أثبتت تحاليل معهد باستور أنها تتعلق بفيروس «أش1أن1»، هذا ولا تزال حالة ثالثة مشتبه فيها لشيخ في السبعينات يتواجد حاليا في مصلحة العزل بمستشفة برج بوعريريج، وتم إرسال عيناته إلى معهد باستور في انتظار التأكيد أو النفي. من جهته، مدير الصحة أكد أن حالتي الوفاة تتعلقان بأشخاص كانوا يعانون من أمراض مزمنة، حيث كانت حالة الوفاة للكهل في 46 من العمر تتعلق بمريض سكري والحالة الثانية للمرأة، أمس، تتعلق بمرض القلب، حيث كان الاثنان يعانيان من أمراض مزمنة وهو ما يتسبب في الوفاة بعد الإصابة بالفيروس، كون المرضى المزمنون يعانون من عجز في المناعة. هذا وأثارت حالة الوفاة الثانية وتواجد الحالات المشتبه فيها، حالة من الخوف وتم اتخاذ إجراءات وقائية بمصالح المستشفى تفاديا لانتقال العدوى كواقيات الفم وتشديد الرقابة على قسم العزل الذي تتواجد فيه الحالات المشتبه فيها.