أعرب العشرات من زبائن الخطوط الجوية الجزائرية عن تذمرهم واستيائهم الشديدين من الإجراءات المتخذة من قبل إدارة شركة الخطوط الجوية الجزائرية، القاضية بإلزام هؤلاء الزبائن بدفع الفارق الناتج عن تغيير الزبون لتاريخ رحلة العودة، وهو الأمر نفسه الذي تنتهجه إدارة الجوية الفرنسية ''آر فرانس'' لكن بإجراءات قاسية.وفاقت قيمة الفارق الخاص بتغيير تاريخ رحلة عودة زبائن الخطوط الجوية الجزائرية إلى المهجر 17 ألف دينار للشخص الواحد، تضاف إلى تكلفة التذكرة الخاصة بعملية حجز الزبون لمواعيد رحلة دخول أرض الوطن ومغادرتها. وفي هذا الشأن، قال أحد زبائن الشريك الجزائري المدعو ''رضا جلال'' ''لقد دخلت الجزائر قادما من فرنسا في اليوم السادس من أوت الجاري على أن أغادرها في العاشر من الشهر الداخل، لكن حالة الطوارئ التي طرأت على عملي بالمهجر أجبرتني بأن أغادرها اليوم الثلاثاء، وعليه فإن الجوية الجزائرية ألزمتني بأن أدفع مبلغا إضافيا يقدر ب3ملايين و200 ألف سنتيم حتى أتمكن من السفر مع زوجتي...فهذا غير معقول...هل الشركة تريد أن تحقق أرباحا على حسابنا''، ونحن نتحدث إلى السيد ''رضا جلال'' قاطعتنا مهاجرة جزائرية أخرى تقطن بفرنسا وأردفت قائلة بنبرة غضب ''كان من المرتقب أن أغادر الجزائر نهاية شهر أوت الجاري، لكن الظروف التي أحاطت بي جعلتني أغير تاريخ رحلة عودتي وأسافر اليوم رفقة أطفالي الثلاثة، لكن إدارة الجوية أدهشتني بقيمة الفارق التي ألزمتني بأن أدفعها والتي فاقت مليوني سنتيم، ولما تساءلت عن الأسباب، اكتفت إدارة الشركة بالتبرير أن قيمة الفارق تعود إلى أنها تمكنت من إيجاد مكان على طائرة ''كلاس أس''، وهذا في الوقت الذي طالبت فيه الزبونة بحجز مكان رفقة أطفالها في طائرة ب''كلاس في''، وأضافت المتحدثة ''إن الجوية الجزائرية تفرض علينا شروطا لا تتماشى ومداخيلنا، وبهذه الشروط فإنها تدعونا بطريقة غير مباشرة إلى الاستغناء عن خدماتها...''.وبعيدا عن خدمات الجوية الجزائرية، أعرب زبائن الجوية الفرنسية ''آر فرانس'' عن استيائهم من الإجراءات التي وصفوها ب''القاسية''، حيث تلزم إدارة الشركة كل زبون يرغب في تغيير تاريخ موعد رحلة العودة بدفع مبلغ مالي إضافي مبالغا فيه، إذ يفوق في غالب الأحيان مليوني سنتيم، وفي هذا الشأن أعرب أحد زبائن الشركة، المدعو ''ح. يوسف'' عن تذمره من هذه الإجراءات التي تدعوه هو أو حتى زبائن آخرين إلى الاستغناء عن خدمات الجوية الفرنسية التي تدعي بأنها تقدم خدمات أفضل، وقال ''لقد فاتني موعد الرحلة المبرمجة من الجزائر إلى مطار ديغول الفرنسي، ولما أردت تحديد موعد آخر، تفاجأت بقرار إدارة الشريك الفرنسي القاضي بإلزامي دفع مبلغ مالي يعادل تسعيرة القيام برحلة إضافية إلى بلد آخر''، في حين أضاف زبون آخر متذمر من خدمات الشريك الفرنسي الذي يفرض على زبائنه دفع قيمة الفارق الناتج عن تغيير رحلة العودة المبالغ فيه. الجوية الجزائرية.. ''نغتنم فرصة كثرة الحركية لتدارك العجز المالي السنوي'' أوعز، عثمان عجريد، المدير التجاري على مستوى الخطوط الجوية الجزائرية، الأسباب التي كانت وراء إلزام زبائن الشركة بدفع فوارق تغيير تواريخ رحلات العودة إلى تدارك حجم الخسائر جراء عدم انضباط هؤلاء الزبائن واحترامهم للمواعيد المحددة من قبل. وأوضح في اتصال مع ''النهار''، أن التغييرات في المواعيد من قبل الزبائن يخلف رحلات جوية شبه فارغة، ولتدارك ذلك لم تجد الجوية الجزائرية من طريقة لتجاوز عجز مالي سنوي رهيب، سوى اللجوء إلى فرض قيمة فوارق ناتجة عن تغيير مواعيد رحلات العودة قادرة على تجاوز عجز مالي وتحافظ على استقرار خزينة الشركة، وأردف قائلا ''من واجبنا اتخاذ الإجراءات سالفة الذكر، لأن الجوية الجزائرية من واجبها اغتنام فرصة كثرة الحركة في فترات محددة بالصيف، ومواسم العمرة والحج من كل سنة حتى تتدارك حجم الخسائر التي تتكبدها في الفترات التي تقل فيها حركية مطارات الجزائر...''. تغيير مشتركينا لمواعيد رحلاتهم فرصة لتضخيم مداخيل الشركة ''آر فرانس'' كلما كانت تسعيرة الحجز مرتفعة كلما نلزم الزبون بدفع قيمة فارق أكبر'' أفاد مصدر مسؤول بإدارة الخطوط الجوية الفرنسية ''آر فراس'' رفض الكشف عن هويته، بأن إلزام الزبون دفع فوارق تغيير رحلات العودة يحدد بالاستناد على تسعيرة التذكرة التي حجز بها على مستوى نقاط البيع التابعة للشركة، فمهما كانت التسعيرة مرتفعة تكون قيمة الفارق مرتفعة أيضا، كما أننا نغتنم فرصة قدوم الفترات التي تشهد فيها المطارات حركية غير معهودة لعدم التسامح مع الزبائن ممن يتعمدون تغيير مواعيد رحلاتهم وتواريخها لتدارك ارتفاع العجز المالي السنوي.