الأكيد أن كُتّاب سيناريوهات المسلسلات المصرية التي تعرض في هذا الشهر الكريم على مختلف القنوات الفضائية، لم يكونوا يعلمون أنهم يكتبون قصة مسيرة المنتخب المصري في تصفيات كأسي العالم وإفريقيا، وما يحدث له أمام المنتخب الجزائري الذي أصبح على عتبة المونديال الإفريقي، فمن خلال جولة سريعة عن طريق جهاز التحكم عبر "النايل سات" نكتشف أن كل مسلسل من المسلسلات المصرية المعروضة يحكي فصلا من فصول سقوط الفراعنة أمام محاربي الصحراء، ف"المصراوية" بقيادة ممدوح عبد العليم اعتقدوا أن القرعة زفت لهم "بشرى سارة" على لسان ميرفت أمين وعايدة رياض عندما وضعتهم أمام الجزائر، زامبيا ورواندا، فرقصوا "ليالي" على وحدة ونص رفقة النجمة الجديدة زينة، وضحكوا كثيرا من نكت أشرف عبد الباقي "أبو ضحكة جنان" وهو يجسد دور اسماعيل ياسين، ولم يكونوا يتوقعون أن حسن شحاتة سيلبس رداء خالد صالح في "تاجر السعادة" وهو يتحدث عن أحقية بطل إفريقيا في التواجد في جنوب إفريقيا بغض النظر عن مستواه الذي تراجع كثيرا، والغريب أن شحاته ومن ورائه اتحاد الكرة والصحافة هناك وجدوا من يصدقهم من الشعب المصري رغم أن تأهل فريقهم إلى هذا الدور كان صعبا جدا، وأكثر من ذلك فقد تعاملوا مع منافسيهم بغرور كبير، وكأنهم لا يعلمون أن الغرور "قاتل بلا أجر" كما يؤكد فاروق الفيشاوي، ورغم أن المصريين كانوا كغيرهم من الفرق العشرين التي تشكل المجموعات الخمس بين "جنة ونار"، إلا أن فريق الساجدين "الصائمين" كما يدّعون، بنى لنفسه قصرا في جنة المونديال مبكرا، وهو لا يدري أن تلك الجنة المزعومة لم تكن إلا "جنة إبليس" التي تحرسها اللبنانية نور بسحرها الفاتن، وأن تلك الرقصات والأفراح التي أعلنوها لم تكن إلا "أفراح إبليس" بقيادة المايسترو السوري جمال سليمان، ويكتشف العالم أن منتخب مصر مريض وهو بحاجة إلى دخول "العيادة" للعلاج، على أن تعطيه الدكتورة بسمة وصفة من الأعشاب الطبية لا تصرف إلا في "وكالة عطية" التي يديرها حسين فهمي ومايا نصري، ومع ذلك يبقى نور الشريف يصرخ كل يوم على تلفزيون الحياة "ما تخافوش" سنتأهل، رغم أن أحلامهم أصبحت بين "الرحايا" التي يديرها هو بنفسه، لهذا فإن منتخب الفراعنة وبعد أن وجد نفسه في "موعد مع القدر" الجزائري الذي حطم كل آماله، عليه في التصفيات القادمة أن يختار "البوابة الثانية" التي تحرسها نبيلة عبيد وهشام عبد الحميد ليدخلها بعيدا عن الأعين الجزائرية التي قد تجعله ينتظر "أحفاد ونيس" ليقودونه مرة أخرى إلى المونديال، وربما يكون منهم لاعب من صلب المغرر به محمد زيدان الذي جعلوه يعتقد أنه "أدهم الشرقاوي" مخلص الفراعنة من الغبن بعد أن وضعوا أمامه البنت الجميلة الطيبة مي عزالدين، ولكن نصيب الفتى من جمال حبيبته لم يكن أكثر من نصيب سمير صبري من دوللي شاهين، مجرد سيناريوهات ورقية وأحلام كاذبة.