سيدتي أشكرك على جميع المجهودات التي تبذلينها في سبيل مساعدة الناس، على تجاوز مشاكلهم ومعاناتهم أنا إنسان، كنت أحيى حياة هادئة في ظل أسرة كريمة ومتدينة، فجأة، انقلبت الأمور عليّ فأصبحت حياتي مسرحا للصراعات والنزاعات والمشاكل التي لا أول لها ولا آخرلها، اضطرتني أن أترك البيت، لأعيش مؤقتا في فندق صغير. سيدتي، قد تتساءلين لماذا تركت بيت أهلي الذي أمضيت فيه أسعد أيام عمري؟ وأنا أرد عليك قائلا: من أجل فتاة أحببتها وتمنيتها زوجة لي، ولكن أهلي رفضوها رفضا قاطعا، حاولت أن أقنعهم بها ولكن دون جدوى، سعيت بكل جهدي لمعرفة الأسباب الحقيقية التي دفعتهم لاتخاذ هذا الموقف، ولكنني عجزت عن الوصول لأي سبب مقنع يخوّلهم حق اتخاذ هذا القرار السلبي، لهذا عقدت العزم على ترك البيت أملا في تليين موقفهم. منذ ذلك اليوم وأنا بعيد عن أسرتي، سمعت بأمي مريضة ولكني لم أتنازل عن موقفي ولم يحن قلبي ولم أزرها ولو مرة حتى ماتت بحسرتها. بعد موتها انهرت ولم أستطع العودة إلى البيت خوفا من ردود أفعال أفراد أسرتي. أختي نور، أنا أتعذب نهارا وليلا أحمل في قلبي حسرة بسعة الأرض والسماء، ومحتار ماذا أفعل وكيف أتصرف لأصحح موقفي؟ الرد: أخي الكريم، لقد أخطأت خطأ فادحا لما قررت أن تترك البيت بسبب موقف أهلك من اختيارك، كان عليك أن تكون قويا وحازما وتسعى بطرق عقلانية وواقعية لإقناعهم بنبل واستقامة ووقار، بالمرأة التي اخترتها زوجة لك. ولكن أنت للأسف الشديد عوض أن تواجه مشكلتك وتدافع عن قناعتك بأسلوب حضاري راقي، فضلت الهروب الذي جعلك تقاطع أسرتك، وتشعر بالذنب بعد وفاة أمك. أخي الكريم، جلّ من لا يخطىء وجلّ من لا يسهو وجلّ من لا يغفل، والآن عليك أن تصلح ما أفسدته حالا وفورا. عليك أولا أن تتوب وتطلب منه العفو والغفران لأنك قصّرت في حق والدتك، ولم تحسن إليها ولم تقف إلى جانبها في مرضها. من الضروري جدا أن تتشجع وتعود لبيت أهلك وتطلب منهم العفو والسماح. ثانيا: عليك أن تتحصّن بالذكر والدعاء الذي سيمنحك القوة للتصدي لردود أفعال أفراد أسرتك، كُن صبورا واطلب الغفران منه تعالى. ردت نور