أشكرك من صميم قلبي على جميع المجهودات التي تبذلينها من أجل مساعدة الناس، على التعايش مع مشاكلهم، والتغلب على همومهم ومعاناتهم.. أنا واحد من هؤلاء الناس الذين هم في حاجة ملحّة إلى مساندتك وتدخلك، ولكي أتمكن من رؤية الحياة بمنظار آخر بعيد عن السوداوية والتشاؤم . أنا شاب في 28 من عمري، كتب عليّ الزمن أن أحيا وحيدا.. بعد وفاة أمي وإخوتي الذين توفوا في حادث أليم، فلم يبق من هذه العائلة سوى والدي، الذي حزن قليلا على أهله، ثم داس على أحزانه، وقرر أن يبدأ حياة جديدة مع امرأة أرملة، لديها طفلة تصغرني بسنتين. في بادىء الأمر؛ لم أتقبل فكرة زواجه، ولكن مع مرور الوقت رضخت للأمر الواقع، ورحت أتعايش مع الوضع الجديد، ولكن هذه المرأة أي زوجة أبي لم تتركني في حالي، إذ أنها سعت بكل الطرق لإيذائي والنيل مني، ولكني لم أمنحها هذه الفرصة، لأني لم أكن أعرف من هذه الحياة سوى دراستي، وغرفتي التي أطل من خلالها على العالم.. لما يئست من كل هذا، بدأت تتحرش بي، إذ حاولت العديد من المرات أن تستفرد بي، وتقيم معي علاقة غير شرعية.. لما رأتني في منتهى الحزم والاستقامة معها، اتهمتني واشتكّت لوالدي، الذي لم يتوان لحظة واحدة في طردي من البيت .. هكذا... خرجت من بيت العائلة، تاركا ورائي كل الأشياء والذكريات الجميلة، وهكذا اضطرتني الظروف إلى بدء حياة جديدة مليئة بالمخاطر والمغامرات والتجاوزات.. لا أخفي عنك سيدتي، أني ارتكبت أخطاء كثيرة، ولكني ندمت عليها وسعيت لإصلاحها. المهم؛ بعد أن ضاقت بي الدنيا هنا، سافرت إلى الخارج بطريقة غير شرعية.. وهناك استطعت بفضل ذكائي ومثابرتي واجتهادي، أن أُكوّن ثروة معتبرة، وبعد أن وقفت على قدماي، تزوجت بامرأة كنت أرى فيها أمي وطفولتي وأحلامي، ولكن بعد شهور من زواجنا تأكدت من حقيقة واحدة وهي أني أسأت الاختيار .. فانفصلت عنها وعدت لوحدتي القاتلة والآلام التي تسكن جوفي . ومؤخرا عدت إلى الجزائر، وقررت أن أبني حياتي هنا، ولكني لم أجد المرأة التي تقف إلى جانبي.. المرأة الحنون التي تعوضني عن أيام الشقاء والجفاء التي عشتها.. المرأة التي تحبني بعمق وتسعى لإسعادي، لا المرأة التي تحب أموالي ووضعي الاجتماعي الجيد. أرجوك ساعديني للعثور على هذه المرأة، وبالتالي الخروج من دوامة العذاب التي أنهكتني . ياسين من المسيلة الرد : إن من مقتضيات الإيمان بالله، الرضا بالقدر خيره وشره، لذا من الضروري جدا، أن ترضى بقدرك وتحمد الله على مختلف النعم التي حباك بها . أحبك أن تستصيغ جيدا لا قولا فقط، وإنما قولا وفعلا وقلبا ، أن الله عادل وأنه ليس بظلاّم للعباد، فهو لا يغلق باب ا حتى يفتح أبوابا . فأنت إن كنت حرمت من الدفء العائلي، إلا أنه كان لك شرف الاستمتاع بنعم أخرى؛ وهي الذكاء، الفطنة، القدرة على الاتصال والتعامل مع الناس .. كل هذه المؤهلات ساعدتك على فرض وجودك في هذه الدنيا . عزيزي ياسين؛ قد تكون أثناء مسار حياتك المليء بالعقبات والأشواك، قد ارتكبت بعض الأخطاء والتجاوزات، فلا تغض الطرف عن هذا الأمر الخطير، بل عليك أن تصلحه قبل فوات الآوان، وحتى يبارك لك الله في خطواتك القادمة. سارع للتقرب من الله، واسعى لبدء عهد جديد معه مبني على الاستقامة والورع والتقوى والصلاح .. أعلم بأنك في حاجة ماسة، إلى امرأة تساندك وتشد أزرك وتقف إلى جانبك، وتسقيك من فيض حنانها.. تنسيك آلام ومآسي الماضي.. أقدر كل هذا، ولكن عليك أن تتأنى هذه المرة وتختار بعناية فائقة، حتى لا تصطدم مرة أخرى. ثق أني سأقف إلى جانبك ، وأتابع باهتمام كل خطواتك حتى تجد الإنسانة التي تستحقك وتسعى لإسعادك . فلمن يهمها أمر ياسين ، عليها بمراسلتي عن طريق البريد مع إرفاق نسخة طبق الأصل من بطاقة التعريف الوطنية ، 2 قسيمة من صفحة قلوب حائرة، طلب خطي لضمان الجدية . ردت نور