رغم الثقة الكبيرة لأنصار الفريق الوطني في قدرة رفاق مطمور على العودة بالتأهل من القاهرة لاستحالة تمكن أشبال شحاتة من الوصول إلى شباك ڤاواوي ثلاث مرات أو حتى مرتين، إلا أن الكثيرين أبدوا تخوفهم من الظروف التي ستجرى فيها المقابلة بالنظر إلى السمعة (الطيبة) للمصريين في التعامل مع الحكام بحكم النفوذ الكبير للفراعنة في الاتحادية الإفريقية، وهذا ما يسبب الكثير من الإزعاج للأنصار رغم الفرحة الكبيرة التي تضاعفت بعد علمهم بأن هدف أبو تريكة في الجزائر لن يحسب بهدفين. الحكم الغيني يؤكد التخوفات ولعل ما زاد من تخوفات الأنصار هو ما حدث سهرة أول أمس بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة من طرف الحكم الغيني "ياكوبا كايتا" ومساعديه الذين استعملوا كل نفوذهم لحرمان رفاق غزال من فوز عريض، حيث رفضوا هدفين؛ الأول عندما تجاوزت الكرة خط المرمى ولكن الحكم لم يحرك ساكنا، والثاني عندما أعلن مساعده عن تسلل غير موجود على غزال، هذا بالإضافة إلى إيقافهم للكثير من الهجمات الخطيرة لنفس السبب، وهذا ما جعل الأنصار يعلقون بالقول أن للمصريين يد في تصرفات الحكم، وما تصريحات زاهر بضرورة مراقبة هذا الثلاثي إلا لإبعاد الشبهات، وقد صبت كل التعليقات في أن المصريين الذين كان بمقدورهم الوصول إلى الحكام في لقاء لعب بالجزائر ستكون مهمتهم أسهل في القاهرة. مهزلة زامبيا تحذير صريح للجزائر وما يضاعف أكثر من التخوفات، هو مهزلة زامبيا يوم السبت الماضي، حيث يرى أنصار "الخضر" أن اللقاء لعب في غرف الملابس ما بين الشوطين، وأن المصريين الذين تمكنوا من إقناع فريق بالتنازل عن نقاط المقابلة رغم أن ذلك قد يحرمه من التأهل إلى كأس إفريقيا (ما يؤكد أنهم دفعوا له مبالغ طائلة)، قادرين على دفع مبالغ أكبر لشراء ذمم الحكام الذي سيديرون معركة ال14 نوفمبر القادم، في الوقت الذي مايزال الجزائريون يثقون في قرارات "الكاف" التي يسيرها المصريون الذين يعتبرون تأهلهم إلى المونديال حقا لا يجب أن يضيع لأنهم الأقوى حسب فلسفتهم. حكم أروبي قد يكون هو الحل عند تصفح المنتديات الجزائرية على شبكة الأنترنت نجد قناعة تامة عند الجزائريين بضرورة تعيين حكم أروبي للقاء العودة بالقاهرة لتجنب أي اتصال به من طرف المصريين، ويرى أنصار "الخضر" أنه على روراوة قطع أي إمكانية لتعيين حكم إفريقي تجنبا للنفوذ المصري والأساليب الملتوية التي يقوم بها واهر وشلته، في الوقت الذي جاءت تصريحات أنصار المنتخب المصري معاكسة تماما، حيث شددوا على ضرورة تعيين حكم إفريقي وأن الجزائريين لا يحق لهم التدخل في صلاحيات الاتحاد الدولي. خالف يعارض ويريد حكما إفريقيا وعلى عكس كل الأنصار شدد المدرب الوطني السابق محي الدين خالف في تدخله على "أي آر تي" على ضرورة تعيين حكم إفريقي، بل وأكد صراحة رفضه للتحكيم الأروبي، وهو الموقف الذي سانده فيه بطريقة غير مباشرة الحكم السعودي السابق فودة، حين أكد أنه يوجد حكام أفارقة جيدين، على غرار المالي كوليبالي. يذكر أن فودة منح درجة "ضعيف" للحكم الغيني الذي أدار لقاء الجزائر ورواندا، ولكنه في المقابل اعتبر هدف عنتر يحي الملغى متسللا، وهو ما أثار حفيظة محي الدين خالف الذي أكد بصوت مرفوع أن الهدف شرعي ولا غبار عليه وهو ما أجمع عليه كل المتتبعين. .. حتى الحكم الأروبي غير مأمون إذا كان الكثير من الجزائريين يطالبون بحكم أروبي، فإنه من الأكيد قد غاب عنهم أنه يوجد في هيئة الاتحاد الدولي عضو مصري بارز وهو أبو ريدة كممثل لدول شمال إفريقيا والذي وصل لهذا المنصب بمساعدة روراوة، عندما فضله على التونسي شيبوب وقت الانتخابات، كما أن الحكم يبقى إنسان وبإمكانه أن يضعف أمام الأموال في غياب الضمير مهما كانت جنسيته، ولهذا فالحل الوحيد هو تحدي كل الأساليب الملتوية للفراعنه على أرضية الميدان.