إلى إقبال العديد من قيادات الجماعات المسلحة على سياسة المصالحة الوطنية، وخاصة تخلي حسان حطاب مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتسليم نفسه لقوات الأمن الجزائرية بهدف الاستفادة من تدابير السلم والمصالحة. وأوضح قاضي التحقيق في دراسة أعدها استنادا إلى تقارير مديرية امن الإقليم أن ذات الهجمات تفسر الخرجة الإعلامية لأيمن الظواهري بتاريخ 1 سبتمبر2006 والتي حث خلالها "الجيل الجديد في الجماعة السلفية للدعوة والقتال على مواصلة عملها المسلح"، إلى جانب "إعلانات الحرب" التي كثف ذات التنظيم الإرهابي على نشرها عبر المواقع الإسلامية المتطرفة. وتأتي هذه العمليات الإرهابية والخرجات الإعلامية، برأي القاضي الفرنسي، في سياق سعي القيادة الجديدة للجماعة السلفية والتي تحولت إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي "لجعل أفراد التنظيم والرأي العام ينسون أن زعيمهم الأكبر تخلى عن العمل المسلح وسلم نفسه لقوات الأمن". واستطرد القاضي فيليب كوار في تفسيره بالعودة إلى جذور الاتصالات بين زعيم القاعدة أسامة بن لادن وحسان حطاب الذي كان ضمن جماعة العرب الأفغان، حيث يكشف القاضي أن أول اتصال بين الطرفين يعود لعام 1994 عندما كان حسان حطاب عضوا في إحدى كتائب الجماعة الإسلامية المسلحة. وقد وجه بن لادن خلال ذلك الاتصال دعوة لحطاب لتأسيس تنظيم مسلح جديد بعدما "تشوهت صورة الجماعة الإسلامية المسلحة بسبب المجازر التي ارتكبتها". ويضيف القاضي في هذا السياق، بان تخلي حسان حطاب عن العمل المسلح وتسليم نفسه لقوات الأمن قصد الاستفادة من تدابير السلم والمصالحة، كان بمثابة "صفعة" لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن، حيث أن هذه الأخيرة ظلت "تعول على الجماعة السلفية للدعوة والقتال بزعامة حطاب كفرع لها في منطقة المغرب العربي". الأمر الذي دفعهم إلى حثهم على تعيين قيادة جديدة، وتحريض عناصره التي اغلبها من القصر، إلى تنفيذ عمليات إرهابية "وإعادة فرض بصمة الجماعة السلفية للدعوة والقتال في حقل العنف السياسي". الأمر الذي انتهى بتعيين عبد المالك درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود على رأس التنظيم الذي اختار التموقع في جبال بومرداس وتيزي وزو القريبة من العاصمة الجزائر.