أكدت عموما الجماهير السودانية مساندتها المطلقة للمنتخب الوطني الجزائري في صورة لم نكن نتوقعها على الإطلاق من قبلهذا الشعب الطيب الذي رحب بالجماهير الجزائرية بشكل كبير وبحفاوة استقبال أنست الجزائريين الحقد الكبير والاضطهاد الذيتعرضوا له من قبل المصريين الذين خصوا المنتخب الوطني الجزائري بأسوء استقبال في حياته، بل امتد الأمر الى غايةالاعتداء على لاعبي المنتخب الوطني الجزائري في المطار وكذا في الفندق في صور لم نشهدها من قبل حتى عند الأجانب فمابالك بفريق يدعي العروبة والإسلام وأنه شقيق للمنتخب الجزائري، غير أن هذه الشعارات الرنانة التي لم نجد لها أي صدى لدىتواجدنا في مصر خاصة خلال الأيام التي اقترب فيها موعد اللقاء، وعلى العكس من ذلك وجدنا لها صدى لدى الشارع السودانيالذي احتضن الأنصار الجزائريين بكل ترحاب وحفاوة استقبال جد متميزة جعلتنا شخصيا نستغرب هذا الأمر كثيرا لا لشيىءسوى لأن اختيار السودان لاحتضان اللقاء الفاصل كان بطلب من مصر. غير أن ما وقفنا عليه بمجرد أن وطأت أقدامنا أرض السودان جعلت الجميع يستغرب من حفاوة الاستقبال وكأننا نحن من اخترناالسودان وليس الجانب المصري خاصة وأن جملة من المعطيات التي وقفنا عليها جعلت استغرابنا جد كبير أبرزها على الإطلاقأن الغالبية التي تحدثنا معهم لم يكتفوا بدعمهم المطلق للمنتخب الوطني في مباراته الحاسمة غدا الأربعاء بملعب المريخ والمؤهلةرسميا الى نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا 2010 بل أكدت الغالبية منهم، سواء العاملين بمطار الخرطوم الدولي أو الذينالتقينا بهم في الشارع قبل التحاقنا بالمطار، دعمها المطلق للمنتخب الجزائري وكرهها الشديد لمصر، لنفس الأسباب التي جعلتالحساسية بيننا وبين المصريين من خلال إجادتهم للنفاق بشكل كبير، هذا من جهة، ومن جهة مقابلة نظرا للماضي الاستعماريلمصر في السودان، أين كانت السودان محتلة من قبل مصر في عهد الملك فاروق، والتي عرفت ممارسة جد سيئة من قبلالمصريين على غرار تأكيد أحد العاملين في أحد المكاتب الخاصة بالاستعلامات والسفارات على مستوى مطار هواري بومدينالدولي والذي أبرز أن الماضي الاستعماري للمصريين للسودان مازال يلقي بظلاله على العلاقة الشعبية ما بين الشعبين، بغضالنظر عن العلاقة السياسية الوطيدة بين البلدين والتي عرفت بعض الفتور في بعض المناسبات -يضيف- غير أن ذلك ليس له أيصلة مع الواقع الشعبي وما يختلج من عاطفة من قبل السودانيين لنظرائهم المصريين على اعتبار أن السودانيين جد طيبينويستقبلون الضيوف بالابتسامة حتى وإن كانوا لا يشاطرونه الحب الكبير الذي وجدناه لدى الشعب السوداني الشقيق للجزائر،بعيدا عن التزييف أو ''التنوفيق'' كما يقال بالعامية عكس ما هو عليه الحال بالنسبة للشعور اتجاه المصريين. ''المصريون أساؤوا الاختيار.. والسودان مع الجزائر قلبا وقالبا'' ومن خلال ما وقفنا عليه من واقع قد يحاول الجانب المصري تزييفه، إلا أن الصور أصدق وأبلغ تعبير عن الاحترام والمحبةالكبيرة التي يكنها السودانيون للجزائر شعبا ودولة ومنتخبا بدرجة خاصة، جعلتني أتساءل مع نفسي عما اذا كان المصريون قدوفقوا في اختيارهم هذا على الرغم من أن القرعة في آخر المطاف من أوقعت السودان الشقيق لاحتضان المباراة عوض تونسالتي كانت من بين اختياراتنا، غير أن ما وقفنا عليه في اول يوم لنا من تواجدنا بالعاصمة السودانية الخرطوم، جعلني اعتبرالقرعة قد أنصفت الجزائر الى حد بعيد بكونها ستخوض المباراة بميدانها وأمام جمهورها السوداني قبل الجزائري الذي تنقلبقوة، وهذا واقع حقيقي ليس فيه أي مزايدة من طرفنا والدليل على كل ذلك غدا الاربعاء خلال موعد المباراة، أين سيقف الجمهورالجزائري على الدعم الكبير لمنتخبنا الوطني من قبل الجماهير السودانية التي ستشجع المنتخب الوطني بكل قوة كما وعدتنا به. ''الجزائر الوحيدة القادرة على تشريف العرب في المونديال ومصر ستعود في أول دور لو تأهلت'' وقد استوقفني كلام أحد السودانيين الذي يدعى ''الشعراوي'' والذي أبرز أن سبب تحمسه للمنتخب الوطني الجزائري بعيدا عن اياعتبارات اخرى خارج الجانب الرياضي الكروي المحض، هو ان المنتخب الوطني الجزائري هو المنتخب العربي الوحيد القادرعلى تمثيل العرب أحسن تمثيل على غرار ما كان عليه الأمر في نهائيات كاس العالم بألمانيا 82، عكس المنتخب المصري الذيتنبأ له في حال صعوده إلى المونديال على حساب الجزائر بالخروج في الدور الأول، وهو ما جعله جد متحمس لصعود المنتخبالوطني الجزائري الذي أشاد بالتشكيلة التي يمتلكها والتي اعتبرها الأحسن مقارنة بالمنتخب المصري خلال تتبعه للمشوار فيالتصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم الى حد الآن، حتى في المباراة الأخيرة أمام المنتخب المصري والتي عرفتهزيمتنا، وهي الهزيمة التي لم تكن مستحقة، يقول، بالنظر للمردود الرجولي الذي أبانه المنتخب الوطني الجزائري خلال هذهالمباراة وتضييعه للعديد من الفرص السانحة للتهديف. ''سوداني اسمه بومدين تيمنا برئيسنا الراحل.. وعشق جنوني للجزائر'' وما يؤكد على الحب الكبير الذي يحظى به المنتخب الجزائري والجزائر بصفة عامة من قبل السودانيين، هو التقاؤنا بأحدالسودانيين الذي يسمى ''بومدين''، نسبة للرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين، الذي كان ومازال أحد الرموز الكبيرة هنابالسودان والتي تحظى باحترام السودانيين مؤكدا لنا في نفس السياق أن الماضي الثوري للجزائر وحاضرها الداعم لوحدةالأراضي السودانية جعلت هذه المحبة الكبيرة التي وجدناها عند عامة السودانيين للجزائر تزداد يوما بعد يوم، وهو ما ترجم فيالمساندة المطلقة لها للتأهل إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا دعما للمنتخب الوطني الجزائري في امتحانه الحقيقي غداالأربعاء أمام نظيره المصري. ''رفع الأعلام الوطنية تلقائيا من السودانيين والخرطوم تزينت بالراية الجزائرية'' ومن أبرز ما استوقف الجزائري لحظة وصوله إلى العاصمة السودانية الخرطوم، هي الوقفة الشعبية العفوية والتلقائية وحملالراية الوطنية من الأنصار السودانيين دون انتظار أي مقابل بل تعبيرا عن اعتزازهم وتقديرهم للمنتخب الوطني الجزائري الذييحظى بتقدير من قبل الجماهير السودانية من خلال حمل الألوان الوطنية والعلم الجزائري وتعليقه على واجهة السيارات وفي كلمكان، ما يؤكد الاعتزاز الكبير للسودانيين بالمنتخب الوطني الجزائري دون أي نفاق أو بحثا عن مصلحة ما، عكس ما كان عليهالأمر في مصر مع أغلبية المصريين حتى لا نقول كلهم والذين لا يبادرون إلى فعل أي شيء إلا بحثا عن مصلحة شخصية ما،على عكس ما كان عليه الأمر مع الأشقاء السودانيين الذين يكونون كل الاحترام للجزائر دون أي نفاق.