روراوة بالسبحة والسودانيين يقول دا الزياني صايفي يحلف بالفوز وحليش راه واجد بعد أكثر من 12 ساعة من الانتظار أمام البوابة الرئيسية لملعب المريخ السوداني، تمكننا من الدخول إلى الملعب في حدود الساعةالعاشرة ليلا بتوقيت الخرطوم، حيث كان عناصر المنتخب الوطني، يوشكون على الانتهاء من الحصة التدريبية الأولى بملعبالمريخ، الذي سيحتضن المقابلة الفاصلة لحسم اسم المنتخب الذي سيمثل إفريقيا في المونديال، إلى جانب غانا والكوديفوارونيجيريا. بعد حروب مريرة للصحافة الوطنية والمناصرين الذين توافدوا بالمئات على ملعب المريخ لحضور الحصة التدريبية لأشبالسعدان، مع الشرطة والجيش السوداني الذين كانوا يطوقون الملعب، خرج إلينا ممثل عن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم،وهويحمل بشرى للمناصرين، حيث استطاع أن يقنع المدرب سعدان ورئيس الاتحادية محمد روراوة الذي أعطى تعليمات صارمةلأمن الملعب وقائد فرقة الشرطة المكلفة بتطويق الملعب، بمنع أي صحفي جزائري الاقتراب من الملعب، وهو فعلا ما قام بهالجيش، وكأن بالصحافة الجزائرية وخاصة بعثة ''النهار'' التي نجت بأعجوبة من الموت على يد الفراعنة بالقاهرة، تحولت إلىعدوة للمنتخب الجزائري أو جاسوس للمنتخب المصري، المهم أن كل هذا تناسيناه بعد قدوم البشرى، وظللنا ننتظر أمام إحدىالبوابات التي دلنا عليها ممثل الفاف، إلى أن فتح الباب وتمكنا من الدخول لرصد بعض أجواء الحصة التدريبية. السودانيون يزاحمون الجزائريين على المنتخب بمجرد أن فتح باب الملعب، حتى هجم مئات المناصرين الجزائرين والسودانيين الذين كانوا بأعداد كبيرة تفوق أعداد الجزائريينبكثير، وقد كاد تدافع المشجعين أن يتسبب في سقوط الصحفيين وكسر عتاد التصوير الخاص بالبعثة الجزائرية، ولحسن الحظ أنبعض الأنصار أمنوا لنا الطريق، وقد طلع الغبار في سماء الشوارع الرئيسية المحيطة بالملعب، بسبب ركض المشجعينالسودانيين الذين تسببوا في حالة طوارئ في صفوف الأمن، الذين اضطروا أيضا للدخول إلى مدرجات الملعب، لمنع أي اجتياحللملعب من طرف المناصرين، وقد كان المناصريون الجزائريون يظهرون وسط مئات السودانيين الحاملين للأعلام الوطنية،بفضل بشرتهم البيضاء وقمصان المنتخب، لأن السودانيين لا يملكون ملابسا للمنتخب الجزائري وهو الفرق الوحيد أما الأعلام،فقد كان كل سوداني يحمل أكثر من علم ويلتف بعلم آخر وكأنه علم بلده بالذات، وقد كان الأنصار السودانيين يهتفون بأسماءاللاعبين الذين لا ينطقونها بشكل صحيح مثل جبور وزياني وصايفي، كما لم يتوقف السودانيون على الهتاف بالخسارة للمنتخبالمصري، الذي لا يتمتع بنفس الشعبية وسط السودانيين العاشقين للجزائر ومنتخبها. ''المورال طلع وريحة لافكتوار تفوح'' عندما دخلنا إلى الملعب كان اللاعبون الجزائريون، منهمكين في التدريب وفق توجيهات سعدان، ورغم صراخ وأهازيجالمناصرين، إلا أن المنتخب لم يفقد تركيزه في التدريب في العشر دقائق الأولى، لكن تنظيم المناصرين لمناصرتهم بشكل مهذب،وهم يرددون ''إنشاء الله يا ربي الجزائر كاليفي'' وبصوت هز أرجاء الملعب، جعل اللاعبين يرفعون رؤوسهم للمدرجات ويحيونالأنصار، وقد تفاجأوا بالعدد الهائل للسودانيين الذين كانوا في صف الجزائر، وقد رفع هؤلاء المناصريين من معنويات اللاعبينفي دقائق، وبدأت رائحة الانتصار تفوح في أرجاء الملعب، كما عبر عليها أحد المناصرين من ولاية البليدة، وقرأنا ذلك في عيوناللاعبين الذين كانوا واثقين من أنفسهم ومن الفوز. معوق يرفع ''المورال'' لمطمور صادف ونحن متواجدون أمام الملعب وإن جاء مناصر معوق يستعمل العكزات الطبية، والذي كان محظوظا بلقاء اللاعب متموركريم، الذي كان متوجها للدخول للملعب، وقد كان للشاب المعوق كلاما مطولا مع الظهير الأيمن للمنتخب الجزائري، حيث طلبالشاب من كريم التحلي بالروح الرياضية والهدوء في الملعب، وهو ما أكده متمور قائلا بلسان عربي مكسر:''لا تخف يا صديقيفنحن جئنا للفوز والتأهل للمونديال، ولن يوقفنا أي شيء عن تحقيق حلم 35 مليون جزائري، وأكد الشاب للاعب أن كلالجزائريين والسودانيين يساندون الخضر، وهو ما رد عليه متمور قائلا: ''نعلم بحجم المسؤولية التي تقع على عاتقنا، ولن نخيبآمالكم لنا هدف واحد وهو المونديال، وقال ''انشاء لالجيري كاليفي''، قبل أن يلتحق برفاقه داخل الملعب.