بعدما ملّوا من العويل على الفضائيات مثل الثكلة، عاد المصريون إلى طبيعتهم الأولى والهوية المفضلة التي اكتسبوها بالفطرة بعد أن عجزوا عن إيجاد دليل مادي واحد يوثقون به الادعاءات التي روجوا لها مباشرة بعد عودة منتخبهم خاوي الوفاض من السودان، عندما راحوا يصفون الجمهور الجزائري بأبشع الصفات لأن ذنبه الوحيد هو وقوفه وقفة رجل واحد خلف أشبال سعدان الذين لم يخيبوهم فوق أرضية الميدان. وعلمت "النهار" من مصادر مؤكدة، أن بعض المصريين عادوا إلى السودان وبالضبط إلى جانب ملعب المريخ الذي احتضن معركة 18 نوفمبر، أين قاموا بصنع تمثيلية مفضوحة لتوريط أنصار المنتخب الوطني. وقال مواطن سوداني حر، في شهادته التي قدمها ل"النهار"، أنه تفاجأ بوجود جمع من الأنصار أمام ملعب المريخ وعند اقترابه منهم اكتشف مفاجأة كبيرة. وقال محمد سفيان: "بدافع العروبة والدين المشترك أود تحذيركم من مؤامرة قذرة تحاك ضد الجزائر"، وأضاف "أمس وأنا أتجول أمام ملعب المريخ وإذا بي التقي مناصرين يلبسون أقمصة المنتخب الجزائري وشخصا يلبس قميص المنتخب المصري، بالإضافة إلى شخص آخر كان يصور بكاميرا رقمية، فلم أفهم ماذا كان يحدث هناك، وتابع: "اقتربت منهم ضننا مني أن الأمر يتعلق ببعض أنصار المنتخب الجزائري تأخروا في العودة إلى بلادهم، غير أني تفاجأت كثيرا عندما ألقيت عليهم التحية، وقلت السلام عليكم، فردوا عليّ بلهجة مصرية، أنت عايز إيه، فاندهشت وقلت لالا لاشيء". وأكد المواطن السوداني في شهادته التي قدمها ل"النهار" أنه انزوى في مكان بعيد: "ابتعدت عنهم من حيث أراهم ولا يرونني أين شاهدت كل ما حدث حيث قام المصريون الذين كانوا يرتدون قميص المنتخب الجزائري بالجري وراء الشخص الذي كان يرتدي قميص المنتخب المصري، قبل أن يقع هذا الأخير أرضا، فيما واصلت البقية التمثيل على أنهم يقومون بالاعتداء عليه بكل وحشية، وبعد خمس دقائق قام الشخص الذي كان ملقاً على الأرض ونزع قميص المنتخب المصري، فيما نزعت البقية قميص المنتخب الجزائري بعدما صوروا الفيلم الذي قدموا من أجله إلى السودان". وأوضح ذات المتحدث أن إنجاز هذا الفيلم الافتراضي جاء لتقديمه كدليل ل"الفيفا" على المزاعم الافتراضية التي روج لها المرضى نفسيا، المصريون، من أجل إقناع الهيئة الكروية الدولية بتعرض مناصريهم للاعتداء في السودان وهي الوقائع التي نفتها كل السلطات السودانية ولم يشاهدها أحد رغم أن اللقاء عرف تغطية أكثر من 500 إعلامي لم يشاهدوا أي شيء باستثناء القنوات الفضائية المصرية التي ظلت بالغريق التي يتشبت بخيط الهواء.