أثارت المراجعات التي قامت بها الجماعة الليبية المقاتلة، فتنة بين المنتسبين للتيارالسلفي الجهادي في المغرب، على خلفية دعوة أبي حفص المغربي، أحد مشايخ السلفية الجهادية في المغرب، الموجود رهن الإعتقال، إلى توزيعها على السجون المغربية للإستفادة منها ومباركته لها، بينما أوضح المعارضون؛ أن المراجعات بعيدة عن الواقع المغربي، ولا تعنيهم، وذهبوا إلى حد مطالبة الشيخ أبا حفص، بتحديد موقف صريح من تنظيم "القاعدة" خاصة في الجزائر. أوضح "معتقلو الرأي والعقيدة "من السلفية الجهادية؛ المتواجدين على مستوى 15 سجنا بالمملكة المغربية، أن المغرب ليس بحاجة إلى مراجعات، مثل التي قامت بها الجماعة الإسلامية المصرية والجماعة الليبية المقاتلة "، بل هو أمام تحدي كبير يتمثل في زحف "القاعدة" الذي لا يمكن إيقافه". وكان هؤلاء يشيرون إلى التنظيم الإرهابي المسمى السلفية للدعوة والقتال، الذي غير اسمه إلى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الذي قام بتجنيد مغاربة في صفوفه، و خطط لتنفيذ اعتداءات إرهابية في تراب المملكة. ونشر معتقلون مغاربة في قضايا على صلة بالإرهاب، بيانا تضمن توضيحات عن خلفية رفضهم لمراجعات الجماعة الليبية المقاتلة، تحت عنوان:"تعليقات أولية حول ما نشر في الرد على رفضنا للتراجعات الليبية"، بعد الإنتقادات العلنية التي وجهها لهم عبد الوهاب رفيقي المعروف بالشيخ أبو حفص، أحد مشايخ السلفية الجهادية المعتقلين و نشرتها صحيفة مغربية. نحن مع الحوار لإيجاد حل سلمي واستنساخ تجارب الآخرين وقال هؤلاء في ردهم:"نحن لسنا جماعة وليس لدينا أمراء أو قادة تربطنا بهم بيعة أو سمع وطاعة، فنحن مجموعات من المعتقلين، جمعنا في ملفات مختلفة وحوصرنا في اسم السلفية "، وشددوا على أنهم ليسوا بحجم الجماعة الليبية، واعتبروا أن أبو حفص أقدم على بعض التصريحات التي " لا تخدم مصلحتنا ولا ملفاتنا، فيما يخص دعواه لتفعيل المراجعات الليبية في السجون المغربية "، مشيرين أنهم ليسوا بحجم الجماعة " ولم نقم بأعمالها، فلماذا نلزم بمراجعاتها، فنحن لدينا خصوصيتنا المغربية، وخصوصية حركية مغربية معروفة لدى الجميع "، قبل أن يجددوا تأييدهم للحوار " للحل السلمي لملفاتنا، ولسنا ملزمين بالقيام بتراجعات لا تلزمنا، ولا استنساخ تجارب الآخرين، لأننا لسنا حقول تجارب". وتساءل البيان في موضوع آخر عن سبب "الحملة " التي يشنها ضدهم أبو حفص، الذي كرر في عدة مناسبات، أنه ليس شيخا لأحد، "فلماذا نلزم ببياناته التي تتعمد المتاجرة بنا والزج بنا في أتون مشاريع أكبر منا؟ " واعتبر البيان؛ أن تحركات "أبي حفص " جاءت على خلفية الرسالة التي وجهها المعتقلون، وعددهم 400، إلى الشيخين هاني السباعي وأبو محمد المقدسي بالقول: " وللصدى الإعلامي الذي خلفته هذه الرسالة، قام هؤلاء النفر من مجموعة 16، بإرشاد من أبي حفص بالترويج للكذب والادعاء بأن مراجعاتهم، أقيمت على اتفاق مع الإخوة وبعض الدعاة ". أسئلة مفخخة حول العلاقة مع "القاعدة " ووجه محررو البيان؛ جملة من الأسئلة "المفخخة" إلى الشيخ أبي حفص، للإجابة عنها أهمها تحديد موقف صريح وواضح من إمارة المؤمنين، وموقفه من تجربته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في فاس، التي أدت إلى اعتقال العشرات من الشباب. وسأل هؤلاء أيضا الشيخ عن موقفه "الصريح" من تنظيم القاعدة، وعلى وجه الخصوص في الجزائر، وأشاروا إلى أنهم يريدون "ردودا وافية كتلك التي تروجها وتدعو لها في السجون، ليهلك من هلك عن بيّنة، ويحيى من حيى عن بيّنة".