ڤيطوني يدعو من وهران إلى ترشيد استهلاك الطاقة ويكشف: خصّصت وزارة الطاقة مبلغ 400 مليون دولار للتكفل بمشكل الطلب المتزايد على الكهرباء بدءا من شهر جويلية القادم، حسبما كشف عنه، أمس، وزير الطاقة مصطفى ڤيطوني، خلال زيارته التفقدية لقطاعه بوهران، وأوضح الوزير أن الوضع الراهن يستدعي التفكير في تفعيل المشاريع الخاصة بتوليد الطاقة الكهربائية. مضيفا أن حجم استهلاك الطاقة في الجزائر في الأشهر العادية يقدر ب8000 ميغاواط، ويرتفع الطلب الاستهلاكي خلال فصل الصيف إلى 15000 ميغاواط، وهو ما وصفه بغير العقلاني، ولهذا الغرض أوضح أن دائرته الوزارية شرعت في القيام بحملات تحسيسية في سبيل ترشيد استهلاك الكهرباء. جاء ذلك خلال زيارته التفقدية إلى وهران، أمس، أين عاين عدة مشاريع طاقوية وكهربائية، منها محطة توليد الكهرباء ببلدية بوتليليس غرب وهران، حيث إن المشروع كان متابعا من قبل مؤطرين دوليين وبلغت نسبة إنجازه 80 من المئة، على أن يتم تسليم الجزء الأول منه في غضون شهر جويلية المقبل. وتسليم الجزء الثاني ليكون المشروع كاملا في غضون شهر سبتمبر، منوّها بتوظيف يد عاملة جزائرية مائة من المئة، وهو المشروع الذي من شأنه – حسب الوزير – امتصاص حجم الطلب من منطلق أنه يستوعب طاقة حجمية تقدر ب446 ميغاواط، مما يسمح بتغطية شاملة آفاق سنة 2025 بإنتاج 25 ألف ميغاواط و22 ألف ميغاطواط من الطاقة الشمسية. كما شدد الوزير في ندوته الصحفية على ضرورة الاقتصاد في الكهرباء وتقليص تكاليف الطاقة وأعباء الاستثمارات التي تقوم بها الدولة، مشيرا إلى أن المولّدات الكهربائية تكلّف 500 مليون دولار للواحدة ما يستدعي – حسبه – الاستهلاك العقلاني لهذه الطاقة، مما سيسمح بتصدير الكهرباء مستقبلا. كاشفا عن مشروع تصدير الطاقة الكهربائية إلى دولة ليبيا، حيث تجري محادثات بين مجمّع سونلغاز والشركة اللبيبة للكهرباء لبحث سبل وضع الآليات التي تسمح بالشروع في تصدير الطاقة الكهربائية وخدمات أخرى في القطاع من الجزائر نحو ليبيا، وهو المشروع الذي تعتزم الوزارة إطلاقه في القريب العاجل. وفي هذا الشأن أكد الوزير أن هناك دراسة تتعلق بإمكانية ربط كهربائي بضغط عالٍ بين الجزائر وليبيا عبر تونس، لتصدير الكهرباء، وتابع الوزير قائلا: «في ظل المكاسب المحققة حاليا حان الوقت للشروع في تصدير الخدمات والدراسات والتجهيزات المنتجة في الجزائر، كما لابد من الاستفادة من هذه المكاسب باللجوء إلى تصدير الخبرة الجزائرية إلى ليبيا وتطوير فرص الشراكة مع مجمّع سونلغاز، الذي يحوز على خبرات مكّنته من تحقيق نجاحات في هذا الميدان». وفي معرض حديثه عن ترشيد النفقات، أكد قيطوني أن نفقات الكهرباء والغاز تقدر ب4.3 مليار دولار، وهو رقم ضخم جدا باعترافه، وبات يستنزف الخزينة، مقرّا بالتبذير الكبير في الاستهلاك من خلال استهلاك 15 ألف ميغاواط، وأكد الوزير أنه في حال استمرار استهلاك الطاقة بشكل كبير فإنه سيتم اللجوء إلى مراجعة السعر بشكل يجعل الزبون يدفع أكثر. مضيفا أن «الفئات الهشة ستستمر في دفع السعر المدعم غير أن الأثرياء سيدفعون السعر الأصلي»، وأكد أنه لم يتقرر حاليا رفع الأسعار حتى بالنسبة للمستهلكين الكبار. وفي الزيارة المسائية قام وزير الطاقة مصطفى ڤيطوني بافتتاح فعاليات الطبعة ال11 للأيام العلمية والتقنية لسوناطراك، بمركز الاتفاقيات محمد بن أحمد، وهذا بحضور 1500 مشارك يمثلون 27 دولة أجنبية. وتنظم فعاليات الدورة ال11 تحت شعار «ابتكار وشراكة في سياق التحوّل الطاقوي العالمي»، كما سينظم على هامش هذه الأيام الطبعة الثالثة لمعرض العلوم بمشاركة أزيد من 200 مؤسسة بترولية وشبه بترولية.