عرفت المظاهرات التي تنظمها المعارضة في ايران (أنصارالمرجع الديني الراحل آية الله حسين علي منتظري) منذ يوم السبت الماضي بمناسبة ذكرى عاشوراء اتجاها مأساويا بسقوط 15 قتيلا أمام اصرار السلطات على وفاتهم في عمليات مشبوهة. وأعلن التلفزيون الرسمي الايراني اليوم الاثنين عن وفاة 15 شخصا أمس الأحد في اشتباكات بين انصار المعارضة و قوات الامن من بينهم نجل شقيقة المرشح الرئاسي الإيراني السابق مير حسين موسوي. و قال التلفزيون في برنامج خاص أن "خمسة أشخاص لقوا حتفهم في ظروف مشبوهة على يد ارهابيين" نافيا أن يكونوا قد سقطوا برصاص السلطات. و من جهتها أعلنت وزارة الاستخبارات الايرانية عن مقتل 10 أشخاص ينتمون لجماعة ارهابية معادية للثورة الايرانية خلال هذه المظاهرات في تأكيد منها على عدم اقدام قوات الأمن على قتل هؤلاء الأشخاص. و كانت الشرطة الايرانية قد اعلنت في بيان لها "أن قواتها استخدمت المعدات الخاصة بمكافحة الشغب في هذه الاحداث التي تم الاعداد لها سلفا وبتحريض من وسائل الاعلام الغربية". كما نقلت وسائل الاعلام عن وزارة الأمن الإيرانية إعلانها عن اعتقال أكثر من 300 شخص على خلفية هذه الأحداث التي شهدتها طهران. و من جهته قال نائب قائد قوى الأمن الداخلي في ايران لدى استعراضه الاحداث التي شهدتها طهران يوم أمس الأحد أن مجموعة من مثيري الفتنة حاولت "بتحريض من المواقع الالكترونية والقنوات العميلة" الاساءة الى حرمة مراسم العزاء الحسيني. واوضح ان بعض الافراد تجمعوا في مناطق من طهران مستغلين مناسبة عاشوراء وحاولت الشرطة اقناعهم بضبط النفس الا انهم "كانوا قد اعدوا انفسهم للاشتباك مع الشرطة وبشكل منظم". ونقل راديو طهران صباح اليوم عن نفس المسؤول الأمني قوله أن مثيري الفتنة اعتدوا على العديد من سيارات النقل العام والسيارات الخاصة والدراجات النارية واشعلوا النار في بعض منها كما اعتدوا على الممتلكات العامة والمصارف الامر الذي اضطر الشرطة الى التدخل فقط بالمعدات الخاصة بمكافحة الشغب. و للاشارة فان الدعوة لقيام تظاهرات أطلقتها المعارضة قبل أيام خلال مسيرة حاشدة لتأبين أحد رموزها الإصلاحيين آية الله العظمي علي حسين منتظري ثم تجددت الدعوة بمناسبة ذكرى عاشوراء الدينية لتتحول إلى صدامات عنيفة مع رجال الامن واستغلت المعارضة الإيرانية الاحتفالات بيوم عاشوراء لمواصلة احتجاجاتها ضد حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد. وكانت قيادة الحرس الثوري في العاصمة الايرانية والمدن الكبرى قد أعلنت حالة التأهب القصوى أول أمس السبت وحالة الطوارىء في البلاد لمدة ثلاثة أيام لمواجهة تظاهرات أنصار المرجع الديني منتظري. و في خضم هذه الأحداث قامت قوات الأمن الإيرانية في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين باعتقال زعيم المعارضة الليبرالية إبراهيم يازدي -أول وزير خارجية لإيران عقب الثورة عام 1979- بعد يوم من وقوع المصادمات بين المتظاهرين ورجال الأمن. و من جهته أدان مهدي كروبي أحد زعماء المعارضة في إيران والمرشح السابق لرئاسة البلاد قيام الحكومة في طهران بقمع المظاهرات المناهضة لها التي شهدتها شوارع العاصمة يوم أمس الأحد وراح ضحيتها العديد من الأشخاص. و صرح كروبي لوسائل الاعلام اليوم "إنه أمر غير مسبوق لحكومة إيرانية أن تصدر أوامر بالقتل فى يوم عاشوراء المقدس لدى الشيعة". و سبق لطهران أن شهدت في جوان الماضي تظاهرات وإحتجاجات من قبل أنصار المرشح المنهزم في الانتخابات الرئاسية الاصلاحي مير حسين موسوي منذ إعلان فوزالرئيسي احمدي نجاد في الانتخابات لاعتبارهم أن النتائج الرسمية تنطوي على تزويرمطالبين باعادة اجرائها. وكانت تلك المظاهرات التي حاولت زعزعة الأمن في ايران قد اودت بحياة سبعة اشخاص مخلفة اصابات عديدة.