قال إن المحافظة على مصداقية وهيبة السلطة القضائية أمر ضروري.. لوح: عيدوني للقضاة: «تقيّدوا بالمبادئ والقيم العليا وكونوا قدوة في المجتمع» قال وزير العدل حافظ الأختام، الطيب لوح، إن الاهتمام بأخلاقيات مهنة القاضي لا تكفي وحدها لتحقيق الاستقلالية والنزاهة، وإن كان الأمر ضروريا لأجل تعزيز مصداقية السلطة القضائية والحفاظ على هيبتها، كما أنه أصبح لزاما تسلح القاضي بتكوين عالٍ واكتساب مهارات متميزة تسمح له بمواجهة ما أسفرت عنه العولمة من آثار سلبية، ترجمت في ظهور تنظيمات إجرامية عابرة للأوطان. دعا وزير العدل حافظ الأختام، في كلمة ألقاها أمس بمناسبة افتتاحه للاجتماع الثالث والعشرين للمجموعة الإفريقية للاتحاد الدولي للقضاة، إلى ضرورة التسلح بالمعرفة والتكوين المستمر لمحاربة مختلف أنواع الجرائم، على غرار الإرهاب والاتجار بالبشر والأسلحة والأعضاء البشرية وأخطر الجرائم الإلكترونية. وقال الوزير إن الجزائر حققت الطموح المسطر والأهداف المرجوة في ميدان إصلاح العدالة، وأن العمل القضائي أصبح حاليا متوافقا مع المبادئ والمعايير الدولية للمحاكمة العادلة، وتسهيل اللجوء إلى العدالة وجعلها أداة فعالة ومستقلة ومنسجمة مع متطلبات الواقع. وأشار لوح إلى أن الهدف من إصلاح العدالة هو تعزيز ثقة المواطن والمتقاضي في العدالة، وبسط سيادة القانون وتوفير مستويات الأمن الحماية القانونية للنشاط الاقتصادي والتجاري والتصدي للفساد والجرائم المختلفة، وهو ما يكرس تعزيز استقلالية القضاء، خاصة بصدور القانونين العضويين المتضمنين القانون الأساسي للقضاء والقانون المتعلق بتشكيلة المجلس الأعلى للقضاء وكذا مدوّنة أخلاقيات المهنة. وأضاف وزير العدل بأن تعزيز الدستور لاستقلالية القضاء جاء من خلال ضمان الاستقرار لقاضي الحكم، والتأكيد على حمايته من كل أشكال الضغوط والتدخلات والمناورات التي قد تضر بأداء مهمته أو تمس نزاهة حكمه، ومنع أي تدخل في سير العدالة وكذا حماية المتقاضي من أي تعسف أو انحراف من قبل القاضي. من جهته، دعا نقيب القضاة، جمال عيدوني، القضاة إلى ضرورة التقيد بالمبادئ والقيم العليا التي ينبغي أن يتصف بها القاضي، مذكرا إياهم بالرسالة التي وجهها الخليفة الراشد «عمر ابن الخطاب» للصحابي الجليل «أبي موسى الأشعري»، التي أجمل فيها قواعد ومبادئ القضاة العادل وسلوك القاضي أو الحاكم وما ينبغي أن يتحلى به في مجلس قضائه. وقد حث عيدوني القضاة في هذا اللقاء على ضرورة الحرص على عدم تيئيس الناس في عدلهم، ولا طمع الظالم في الفرار من العقوبة، حفاظا على هيبة القضاء ومكانته في المجتمع، مشيرا إلى أن القاضي ينبغي أن يكون قدوة في المجتمع وملجأ لكل مظلوم.