تمكّن أفراد الدفاع الذاتي بقرية الزوية الحدودية الواقعة بولاية تلمسان، على الحدود بين الجزائر والمغرب مساء أول أمس، من توقيف إرهابي ينحدر من لاية غليزان غرب البلاد، يوجد محل بحث من طرف مصالح الأمن ''لإنتمائه لجماعة إرهابية '' وبحوزته قنبلة تقليدية، كما تمكّن سكان من ذات المنطقة، من توقيف شخص آخر ينحدر من منطقة بريكة بولاية باتنة، بعد أن رصدوا تحركات ''شخص غريب عن المنطقة '' قبل أن يلتفوا حوله وأفشلوا محاولة فراره وقاموا بتسليمه لمصالح الأمن التي أكدت التحريات أنه لاعلاقة له بالإرهاب. نائلة.ب وتتحفظ الجهات الأمنية عن تقديم أدنى معلومات ''لإعتبارات التحقيق''، ومما توفر من معلومات، فإن الإرهابي الموقوف ينحدر من ولاية غليزان غرب البلاد وينشط تحت لواء التنظيم المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة المدعو درودكال ( أبو مصعب عبد الودود)، ويوجد محل بحث من طرف مصالح الأمن، وضبط رجال الدفاع الذاتي بحوزته قنبلة تقليدية، وكان رفقة حوالي 4 إرهابيين تمكنوا من الفرار، وهم من موفدي درودكال لتفعيل النشاط الإرهابي بالمنطقة التي عرفت استقرارا أمنيا في الأشهر الأخيرة. وأكدت مصادر محلية متطابقة ل''النهار''؛ أن الإرهابي الموقوف يكون قد تنقل إلى المنطقة الحدودية لتفعيل خلايا الدعم والإسناد والتجنيد أيضا، والبحث عن مصادر تمويل بالسلاح والمواد المتفجرة، خاصة وأن الحدود الغربية تعد ''مصدر تمويل هام '' بالنظر للتنسيق بين الشبكات الإجرامية المختصة في التهريب التي تنشط بالمغرب، و الجماعات الإرهابية في الجزائر منذ التسعينات. وكانت ''النهار'' قد أشارت في عدد سابق إلى رصد مصالح الأمن لتحركات إرهابية قبل حوالي أسبوعين على مستوى جبال العصفور، التي تعد أهم معاقل الإرهاب، بعد ''انسحاب'' بقايا أتباع جماعة حماة الدعوة السلفية وزحفهم إلى مناطق آمنة، وكانت قيادة درودكال قد اعتمدت استيراتيجية لتوسيع خريطة النشاط الإرهابي وفك الضغط عن معاقلها التقليدية بمنطقة الوسط، بإيفاد إرهابيين إلى الجهة الغربية وانتشارهم في معاقل الحماة و ''الجيا'' سابقا لتفعيل النشاط الإرهابي. الإرهابي الموقوف كان بصدد ربط اتصالات مع خلايا الدعم وأباطرة المخدرات في مغنية حسب معلومات رسمية؛ فإن الإرهابي الموقوف الذي لم يتم الفصح عن هويته، يكون قد أرسل إلى الجماعة الإرهابية المستقرة بالمنطقة من أجل تزويدهم بالمؤونة والبحث عن سبل لإعادة بعث خلايا الدعم بمنطقتي مغنية وبني بوسعيد، لضمان التزود بالمؤونة والأسلحة من المغرب، كما يمكن أن يكون هذا الموقوف مبعوثا للتفاوض مع جماعة جمال قرقابو المرابطة ما وراء الحدود، بغية بعث سبل التعاون من أجل إعادة تدعيم الصفوف التي انهارت أمام الضربات المتتالية لقوات الجيش الوطني التي تقوم بتمشيط هذه المناطق التي عاد إليها الأمن، بعد القضاء على مجموعة مغنية بحي المطمر. ومن جهة أخرى؛ أكدت مصادر على مقربة من التحقيق، أن الموقوف كان في اتصال مع أباطرة المخدرات، بحكم أن نشاط الجماعة الإرهابية تحول إلى رعاية الخارجين عن القانون، مقابل ضمان الدعم المادي، حيث تعرف منطقة سيدي مبارك كممر رئيسي لتهريب المخدرات، وسبق لمصالح الأمن أن حجزت أكثر من 231 كلغ من الكيف الأسبوع الماضي بالمنطقة. واستنادا إلى نفس المصادر؛ فإن الموقوف كان ضمن جماعة إرهابية جاءت من منطقة سيدي بلعباس هربا من تمشيط الجيش، بعدما قامت بذبح مواطن والاستيلاء على أسلحة في أواخر السنة الماضية واستقرت بمنطقة بني سنوس حيث كانت تتدعم بالأغذية من أحد المحلات، قبل أن كشف أمرها مؤخرا، ولا تزال التحقيقات جارية مع الموقوف، فيما باشرت مصالح الأمن عملية تمشيط واسعة بجبال بني سنوس، كما قامت ذات المصالح بتطويق المناطق الحدودي لتفادي فرار هذه المجموعة نحو المغرب.