بسبب إصابتهم بأعراض تشبه وباء الكوليرا الجزائريون يهجرون المستشفيات نحو مصالح الأوبئة شهدت المراكز الإستشفائية بالعاصمة إنزالا كبيرا للمواطنين الذين رافقوا أبناءهم وأفراد عائلاتهم إلى أقسام الاستعجالات التي أصبحت تشبه مصالح الحالة المدنية، بالنظر إلى الطوابير الكثيرة التي عرفتها بسبب داء الكوليرا. تعدّدت الأسباب والمرض واحد، داء الكوليرا، الذي دفع بالجزائريين إلى الحجّ إلى مصالح الاستعجالات أفواجا، خوفا من الإصابة بالمرض، وكل عارض من إسهال أو تقيؤ مصيره دون شكّ مستشفى القطارّ أو أقرب مركز صحي، وإن لم تكن الأعراض حادة. «النهار» قامت، أمس، بزيارة إلى مختلف المراكز الاستشفائية بالعاصمة، التي شهدت توافدا كبيرا للمرضى، إذ منذ أن تم الإعلان رسميا عن انتشار المرض في الجزائر، تعرض الجزائريون إلى حالة هلع دفعتهم للتهافت على المستشفيات بمجرد الشعور بالغثيان. «ما لحقناش على جال الخلعة» بالمركز الإستشفائي الجامعي لنفيسة حمود «بارني سابقا»، لاحظنا توافدا كبيرا على مصلحة طب الأطفال، لمجرد شعور الأولياء بمعاناة أبنائهم من الحمى والقيء، حيث زادت الوساوس ومواقع التواصل الاجتماعي من حالة الخوف، حيث تقول «ب.ك»، وهي أم لرضيع، أنها كانت، خلال يومي العيد، في زيارة إلى منزل حماتها الكائن بالبويرة التي تشهد انتشارا كبيرا للمرض، مشيرة إلى أن ابنها أصيب بحمى وإسهال شديدين، مما بث الهلع في قلبها، لتحمل صغيرها إلى قسم الاستعجالات للتأكد من أنه ليس مصابا بالكوليرا. وكانت النتيجة أنه كان يعاني من نزلة برد حادة ناجمة عن مكيفات الهواء، بالإضافة إلى أن الإسهال يعرف ارتفاعا كبيرا خلال فترة الصيف. وهذا الشأن، أكد البروفيسور، مكي، رئيس مصلحة طب الاطفال بالمستشفى ل«النهار»، أن مرض الكوليرا لا يجب أن يقابل بهذا الكم الهائل من الهلع. مؤكدا أن الالتزام بمعايير النظافة وغسل اليدين من شأنه توقيف رقعة انتشار المرض، داعيا الأولياء إلى التريث وعدم التفكير بأن كل حالة إسهال هي بالضرورة إصابة أبنائهم بداء الكوليرا. 500 «موسوس» يقصد مستشفى «القطار» يوميا «أنا مصاب بالكوليرا».. «كرشي توجعني، طبيب راني مريض، دريلي التحاليل، وقيلا عندي الكوليرا»، ولأن الوسواس، هو سمة من سمات الجزائريين عند انتشار الأوبئة. وجد القائمون على مستشفى القطار أنفسهم يواجهون سيولا بشرية تعاني من أعراض تسممات غذائية اعتقد الكثير من المصابين بها أنها كوليرا. وحسبما وقفت عليه «النهار»، فإن المستشفى ومند الساعات الأولى التي تلت الإعلان عن انتشار الكوليرا في الجزائر، سجّل إنزالا كبيرا للمرضى، أغلبهم كانوا يعانون من تسممات حادة جراء تناول الدلاع والعصائر لا غير. وحسبما كشفه أحد العاملين بالمستشفى ل«النهار»، فإن الطاقم الطبي لمستشفى «الهادي فليسي»، وجد نفسه يواجه جموعا بشرية تعاني من أعراض تشبه أعراض الكوليرا. حيث أن كل حالة تعاني من الإسهال الحاد كانت تعتقد أنها تعاني من المرض، ليتبين أن أغلبهم كانوا يعانون من مجرد حالة تسمم عابرة لا تستلزم التوجه إلى المستشفى. «دكتور غوغل هو قالنا كوليرا» ولأن شر البلية ما يضحك، كان مستشفى القطار ملاذ المرضى لأنهم قاموا باستشارة طبية قبلية في عيادة الدكتور «غوغل»، والتي وصلت إلى درجة مواجهة الأطباء بما تم العثور عليه في صفحات الأنترنت. وأنها أكدت أنها أعراض الكوليرا، حيث تحولت هذه الأخيرة إلى موضة جديدة أصبحت تستهوي الجزائريين المتوافدين على أقسام الاستعجالات. وفي هذا الشأن، قال لنا أحد الأطباء إنه تفاجأ بأحد المرضى يستظهر له هاتفه النقال وما وجده في موقغ غوغل، الذي أكد إصابته بالمرض لأنه كان يعاني من حمى وقيء شديدين، فما كان من الطبيب سوى أن قال له: «لماذا قصدتني بما أنك استشرت طبيبا غيري». فكان ردّ المريض المغلوب على أمره: «غوغل ما يكذبش وجيتك ديرلي التحاليل اللي أعطهالي»، فكانت ردّة فعل الطبيب أن انفجر من شدة الضحك، مطالبا المريض بأخذ أدوية الإسهال ومغادرة القاعة لتمكين مرضى آخرين من الاستفادة من الكشف الطبي.