مجهولون يرمون الآلاف من المستندات من أرشيف مديرية التربية في العراء تقدم، أمس، إلى «النهار» عشرات الأساتذة ممن مارسوا مهنة التدريس بالطورين الأساسي والمتوسط ينحدرون من مختلف بلديات ولاية عين الدفلى، منهم من أحيل على التقاعد ومنهم من لا يزال يواصل مهنة التدريس أو التفتيش تحت لواء مديرية التربية بالولاية، لطرح شكوى غاضبة من مشهد أسموه بالمهزلة التربوية، والمتعلق بحالة الرمي المهين لملفاتهم المهنية وتاريخهم العملي المقدس – كما يقولون – في القمامة. وقال عدد من المعنيين إن مئات الملفات التي تمثل أرشيف موظفي القطاع الذي كان محفوظا على مستوى إحدى المؤسسات بخميس مليانة، وهي تحمل صور رجال ونساء مارسوا عبر سنين طويلة مهنة التدريس، ومنهم من لا يزال يواصل رسالته في تكوين وتربية الأجيال، معروضة على المارة وكل من هب ودب وعرضة لنبش الكلاب وتلاعب الرياح بوثائق أساسية تُرمى هنا وهناك . إضافة إلى شهادات وأوراق إدارية رسمية تحمل تفاصيل هوياتهم وأسرارهم الشخصية، تم تفريغها بلا وعي ولا مسؤولية بين أكوام الزبالة. واعتبر الأساتذة المتقاعدون ذلك إساءة لتاريخ مهنتهم النبيل، وتعديا سافرا على خصوصياتهم ومسارهم التاريخي. وقال الأساتذة إنه كان بالإمكان حرق الأرشيف وتجنيبهم مساوئ التشهير والإهانة. مضيفين أنهم لن يسكتوا أمام هذا السلوك، خاصة وهم يرون صور وشهادات ميلاد وبطاقات هويات نساء محترمات يدوس عليها ملتقطو القمامة بأرجلهم، معلقين عليها بطرق خادشة للحياء ومن دون أدنى احترام. وطالب المحتجون الجهات المسؤولة بداية من الوالي الولاية إلى مدير التربية وأجهزة الأمن، بضرورة التدخل العاجل من أجل تحديد الفاعلين ومعاقبتهم، ردا لاعتبار وكرامة المئات ممن قدموا حياتهم لتعليم الأجيال. تجدر الإشارة إلى أن «النهار» وقفت على أكوام الملفات المرمية بمفرغة القمامة بحي بوطان، وقامت بتسجيل المشهد والتقاط عدد من الملفات المرمية كعينة حية لأرشيف بكامله مرمي بين أطنان الأوساخ والنفايات.