شرعت المديرية العامة للأمن الوطني ، حسبما علمت ''النهار''، في استحداث فرق ''الشرطة السياحية '' التي أوكلت إليها مهمّة ضمان سلامة أمن السياح وحماية ممتلكاتهم طيلة فترة إقامتهم ببلادنا، وإلى حين مغادرة تراب الوطن، وذلك في إطار تجسيد إستراتيجية الرقي بمهام مصالح الأمن، قصد الإستجابة للتطلعات الجديدة، لاسيما بعد تنامي ظاهرة اختطاف الرعايا الأجانب، من قبل التنظيمات الإرهابية عبر عدد من الدول المجاورة، ليتم استعمالهم كوسيلة لتحقيق أهداف الجماعات المسلحة. وبناء على المعلومات المتوفرة؛ فإن المديرية العامة للأمن الوطني، تعمل في الوقت الراهن، على تعميم إنشاء هذه الفرق الجديدة على مستوى المناطق الداخلية من القطر الوطني، بعدما قامت في مرحلة تجريبية، تنصيبها عبر الولايات الساحلية الكبرى، على غرار الجزائر العاصمة، عنابة ووهران، أين تنتعش الحركة السياحية خلال موسم الإصطياف، لاسيما على مستوى الشواطئ، حيث تم على مستوى مصالح الأمن الولائي، تنصيب فرق خاصة تضم عدد من أعوان الشرطة، باختلاف الموقع الجغرافي للولاية وحجم السياح الذين يقصدونها سنويا، ويباشرون عملهم تحت إشراف ضابط شرطة مؤهل، بعد الإستفادة من تكوين دقيق في ذات التخصص.ونظرا للنطاق الواسع لخصوصية الجانب السياحي؛ فقد أوكلت لأعوان ''الشرطة السياحية'' عدة مهام، تبدأ منذ تخطي الرعية الأجنبية للمنافذ الحدودية الوطنية من مطارات وموانئ، وصولاً إلى الفندق أو المطعم وكافة الأماكن والمواقع التي يمكن أن يزورها، بحيث لا يقتصر عمل هذه الفرق على الجانب الأمني، بل يمتد ليشمل الجانب الخدماتي من إرشاد وتقديم المعلومات الكافية، لإعطاء انطباع حسن وصورة مشرّفة عن الوطن، بما يساهم في إنعاش قطاع السياحة في بلادنا، وتعزيز المداخيل خارج قطاع المحروقات، فضلا عن السهر على حماية الآثار والمحافظة عليها من السرقة والنهب أو التخريب. وتسهر فرق ''الشرطة السياحية'' خلال تأدية مهامها، على مرافقة الوفود السياحية وتأمين سلامتها في كافة مراحل العملية السياحية، منذ دخولها الإختصاص الإقليمي لولاية معينة، حتى وإن تعلق الأمر بتوقف بسيط أو زيارة قصيرة، بالإضافة إلى متابعة قضايا وشكاوي السياح في المواقع السياحية والأثرية، وأثناء إقامتهم بالفنادق والإستراحات والمخيمات، كما قد يتخلل تأدية هذه المهام، الحرص على تقديم التسهيلات اللازمة للوفود الرسمية، أثناء زيارتهم للمواقع الأثرية والسياحية. وتراهن المديرية العامة للأمن الوطني على هذه الفرق، لضمان أمن وسلامة السياح خلال فترة إقامتهم ببلادنا، لاسيما بالموازاة مع تنامي ظاهرة اختطاف الرعايا الأجانب، من قبل التنظيمات الإرهابية عبر بعض الدول الحدودية مع الجزائر، على غرار مالي وموريتانيا أين يعتقد احتجاز الرهائن الستة من قبل تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، والذين تستغلهم الجماعة الإرهابية النشطة تحت إمرة عبد المالك ''دروكدال''، للوصول إلى تحقيق أهدافهم من خلال المطالبة بإطلاق سراح أتباعهم، أو بتسديد فديات مالية معتبرة لتمويل نشاطاتهم الإجرامية، كما هو الحال بالنسبة للرهينة الفرنسي ''بير كامات ''، الذي تم اختطافه في 26 جانفي المنصرم، فيما هدد التنظيم الإرهابي بتصفيته قبل 20 فيفري الجاري، في حال عدم تسوية المطالب المشروطة.