اجتاحت منذ أمس، مختلف ربوع الوطن ، لاسيما المناطق الوسطى والغربية موجة حر استثنائية، بلغت فيها درجات الحرارة معدلات قياسية غير معهودة وبالخصوص في عز فصل الشتاء، حيث فاقت درجات الحرارة يوم أمس، 30 درجة بالمناطق الشمالية، في حين يرتقب أن تصل على مدار الأيام الثلاثة القادمة إلى 33 بالولايات الساحلية مقابل 39 درجة كأقصى حد عبر الجنوب الجزائري. وحسبما جاء في توقعات الديوان الوطني للأرصاد الجوية، بالنسبة للفترة الممتدة إلى غاية يوم الاثنين الفاتح من مارس القادم، فينتظر أن تسود أجواء دافئة ومشمسة نسبيا في جميع المناطق الشمالية مع احتمال تسجيل عبور تدريجي للغيوم يوم الأحد، قد ترافقها تساقط أمطار متواصلة. بينما ستكون الرياح جنوبية غربية عموما ومنخفضة في بعض الأحيان على مستوى الولايات الساحلية. وسيستمر ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام الثالثة القادمة، حسبما جاء في نشرية الديوان، لتبلغ معدلات قياسية يرتقب تسجيلها عبر الغرب الجزائري وبالتحديد بكل من ولايتي معسكر وسعيدة، أين ستتجاوز درجة الحرارة 33 درجة مئوية، أما بالنسبة للمناطق الجنوبية فينتظر خلال هذه الفترة انتشار جو مشمس إلى متقلب في بعض الأحيان، وذلك بالموازاة مع بلوغ درجات الحرارة 27 درجة مئوية إلى 33 درجة مئوية عبر معظم ولايات الجنوب، في حين ستصل أقصى درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية في وسط الصحراء وأقصى الجنوب، بينما ستكون الرياح عموما شرقية معتدلة السرعة مما قد يتسبب في إثارة بعض الزوابع الرملية. بوناطيرو ل''النهار'': موجة الحر الفجائية سببها نفحات الشمس وانتعاش نشاط الحمم بها أرجع الخبير الجزائري في علم الفلك والجيوفيزياء لوط بوناطيرو، الإرتفاع المفاجئ لدرجات الحرارة الذي شهدته معظم ولايات الوطن منذ أمس، إلى انتعاش نشاط الحمم البركانية على سطح كوكب الشمس، بفعل إحدى الدورات التي تتكرر كل 11 سنة في إطار ما يعرف بنفحات الشمس. وأوضح الباحث في اتصال أجرته ''النهار''، أن موجة الحر التي خيمت عبر عدد من ولايات الوطن والتي يحتمل أن تدوم على مدار الأيام القليلة القادمة، تفسر بكون كوكب الشمس يمر في الوقت الراهن بظاهرة طبيعية تعرف ب''نفحات الشمس'' والتي يمتد تأثيرها إلى باقي الكواكب بما فيها ''الكرة الأرضية، وتتمثل الظاهرة في إحدى الدورات الطبيعية للشمس، فعلى غرار الدورية اليومية والفصلية والتي تعرف خلالها الكرة الأرضية انخفاض درجة الحرارة وارتفاعها بصورة مستمرة، يتخطى كوكب الشمس كل إحدى عشرة سنة دورة استثنائية يستقر على مدارها نشاط الحمم البركانية قبل أن ينتعش من جديد. وأضاف، بوناطيرو، أن هذا التغير المفاجئ كان منتظرا في سنة 2009 إلا أنه تأخر إلى غاية السنة الجارية، حيث لوحظ منذ خمسة أيام فقط انتعاش نشاط الشمس بعدما كان شبه منعدم منذ 2003، وشوهدت عدة بقع ملتهبة على سطح نفس الكوكب، وهو ما يفسر ارتفاع درجة الحرارة على باقي الكواكب، مؤكدا أن استعداد الكرة الأرضية للدخول في دورة جديدة وانقضاء هذه الظاهرة التي تزامنت مع أيام البدر، ستكون متبوعة بعدة ظواهر طبيعية على سطح المعمورة، تتخللها هزات أرضية وانتعاش الحمم البركانية، مستشهدا بالهزتين اللتين شهدتهما مؤخرا، كل من ''الشيلي'' و''اليابان'' التي قدرت قوتها على التوالي ب8,8 و7,7 على سلم رشتر.