يرى متتبعون يشتغلون على الملف الأمني؛ أن الرعية الإسرائيلي الذي دخل التراب الجزائري بجواز سفر إسرائيلي، وادعت تل أبيب أنه تعرض للإختطاف بأحد دول شمال إفريقيا، دون ذكر اسم الجزائر، ليس سوى جاسوسا متنكرا بجواز سفر إسباني، أوفدته إسرائيل إلى منطقة الساحل الصحراوي، بهدف اختراق التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، الناشط تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، ويضيف خبراء أن الكيان الصهيوني أعلن عن ضياع رعيته، بعد أن أوقفته السلطات الأمنية الجزائرية ومنعته من الإتصال بأي جهة إلى غاية معرفة هويته الكاملة وتحديد بلده الأصلي. ويعتقد خبراء أن انتباه السلطات الجزائرية للأمر جعلها تسرع في الكشف عن هويته، من خلال تمكينه من الإتصال بذويه في إسرائيل وترحيله إلى هناك على وجه السرعة، ولم يستبعد متتبعون أن تكون إسرائيل قد سعت إلى محاولة اختراق التنظيم الإرهابي، على غرار ما قامت به فرنسا مع الجاسوس بيار كامات، الذي قضى أكثر من 3 أشهر في ضيافة التنظيم الإرهابي بصفة الرهينة، ليتم فيما بعد الإعلان على أنه عميل لدى المخابرات الفرنسية، تم إيفاده للتجسس على المنطقة، ولفت الخبراء أن إسرائيل أقدمت على هذه الخطوة، بعد أن لاحظت بيع المدعو عبد الحميد أبو زيد زعيم تنظيم ''القاعدة'' في الساحل ذمته، وتعاونه مع المخابرات الفرنسية نظير مبالغ مالية ضخمة، وهو ما كان الكيان الصهيوني يسعى لتحقيقه مع رعيته، بهدف التمكن من اختراق المنطقة المحرمة على الإسرائيليين منذ عشرات السنين. ويرى متتبعون أن الموقف الحازم الذي تتخذه دول شمال إفريقيا والساحل الصحراوي، وخاصة الجزائر حيال الكيان الصهيوني، جعل هذا الأخير يسعى لاختراق التنظيم الإرهابي بهدف التعامل معه وتوجيهه لزعزعة استقرار المنطقة والتحكم فيها عن بعد، علاوة على إضعاف المنطقة العربية بالمغرب التي لم تتأذ من التواجد الإسرائيلي، بسبب بعدها عنه جغرافيا، عكس دول المشرق العربي التي مازالت تئن تحت وطأة وحشيته، في ظل وجود دعم أمريكي واضح له، ويضيف الخبراء أن هذه المحاولة التي تعد الأولى من نوعها، تعبر عن رغبة جامحة للكيان الصهيوني في نقل كيانه إلى منطقة المغرب العربي وصهينته، ولا يستبعد متتبعون أن تقوم إسرائيل بمحاولات أخرى، لتنفيذ مخططها الرامي إلى استعمار المنطقة العربية وإنشاء ما تسعى إليه منذ زمن ''إسرائيل الكبرى من المحيط إلى الخليج''.