لم ترحم عائلة ''سهيلة'' التي حملت بطريقة غير شرعية بالطفل وليد براءته وعجزه الكامل بعد أن رأى النور، حيث وبعد يومين من ذلك قررت تركه أمام مسكن والده الذي يعتبر جارهم مقيم في الطابق الثاني رغم معرفتهم بغيابه، أين كان يمضي فترة السجن بالمؤسسة العقابية في الحراش، إلا أن هذا لم يُضْفِ على ضمائرهم ولا ذرة رحمة تجاه روح لا حول لها ولا قوة. هذا ما جعل السيدة ''مريم'' وهي الجارة المقيمة في الطابق الثالث والمتهمة في قضية الحال تتوسل إلى زوجها قصد إيواء الطفل إلى حين موعد خروج والده من السجن وتسوية الوضع. هي القضية التي تطرقت إليها الغرفة ال6 لدى مجلس قضاء العاصمة،أين تتلخص الوقائع وحسب مادار في الجلسة، إلى وقت نشوء بين فارس وسهيلة علاقة عاطفية انتهت بحمل غير شرعي، هذا ما لم تتقبله عائلة الشابة، أين انتظرت إلى حين موعد وضع ابنتهم حملها ومن ثم منحه لعائلة الشاب لتنقطع بذلك أية علاقة تربطهم، ما جعلهم وبدون أدنى تفكير يلقون بالطفل لديها والتي بدورها رفضته رفضا قاطعا، وبتمسك كلتا العائلتين بفكرة عدم أخذ الطفل جعل طرفا ثالثا وهي السيدة والجارة ''مريم'' تحضن الطفل وترعاه بعد حصولها على ورقة بتوقيع الأم يسمح لها بالإحتفاظ ب وليد ل8 أشهر أي وقت إطلاق سراح والده، إلا أن هذا الأخير رفض ترسيم وإنساب الطفل إليه ما جعل الأم البيولوجية تعاود التوقيع على ورقة للسيدة ''مريم'' حتى يتسنى لها الإحتفاظ به ل6 أعوام بدون أدنى مشكل. وفعلا وحسب تصريحها أكدت أنها اعتنت به أكثر من أولادها ومعزته في قلبها مبالغ فيها، أين تفوق معزتها لأحفادها، كما أدخلته الروضة والتحضيري بأوراق رسمية، أين نسبته إلى اسم والدته وكل هذا فعلته لوجه الله وحبا في الطفل ودون أي تدخل من الوالدين اللذين التم شملهما وعقدا قرانهما بعد ذلك وأثمر زواجهما عن إنجاب طفل ثانٍ والذي سجل في الدفتر العائلي على أنه أول طفل، متجاهلين تماما ابنهما وليد إلا أنه وبعد انقضاء ال6 سنوات وبالضبط في عيد الأضحى الفارط، تفاجأت ب''سهيلة'' تصعد إليها كونها تقطن في الطابق الأرضي حاملة في يدها قضيبا وقارورة روح الملح واقتحمت منزل ''مريم'' تطالبها بابنها لأنها والدته، وبعد ذلك نشب شجار بينهما تمادى إلى استعمال الأدوات التي جلبتها ''سهيلة'' وقصد تجنب تدفق السائل الخطير عليها -على حد قول المتهمة- أبعدت يدها إلى الخلف ففتحت القارورة وتدفق السائل على الطفل، أين نقل وعلى جناح السرعة إلى المستشفى وأصيب بضعف البصر، إضافة إلى تشوهات في وجهه، كما منحت المتهمة شهادة طبية بعجز مدته 8 أيام، بعد أن أصيبت بضربات العود الخشبي.من جهتها، استعرضت الضحية الشهادة الطبية التي منحتها إياها المستشفى والتي أعطتها عجزا ل17 يوما جراء إصابتها بحروق على مستوى الكتف واليد اليمنى جراء تدفق السائل عليها، كما نفت أنها من جلبت القارورة إليها، حيث صرحت أنها قصدت منزل المتهمة بصفة هادئة ودون اختلاق أية مشاكل فقط لإعادة ابنها بحجة أنها اتفقت مع زوجها ووالد طفلها بإنساب الولد إليه، إلا أنها في كل مرة ترفض وتؤكد لها أنها لن تمنحها إياه طالما تعامله بقسوة وجفاء. ممثل الحق العام من جهته يلخص الوقائع ويرجح أن الأم سهيلة والضحية في قضية الحال هي من صعدت إلى منزل المتهمة وفي نيتها تصعيب الوضع أكثر مما هو صحب، بدليل أنها أخذت معها عصا خشبية وقارورة سائل خطير للانتقام، لذا التمس إعادة تكييف الوقائع مع النظر في القضية، ما جعل هيئة المجلس يؤجل الفصل في هذه المعادلة إلى بحر الأسبوع المقبل.