أنا شابة أبلغ من العمر 28 سنة، اسودت الدنيا في وجهي، ولم أجد بابا سوى بابك لأطرقه، وإلى قلبك الطيب لأحكي لك همّي الكبير الذي دمّر حياتي وأخرجني من النور إلى الظلمات، فها أنا أراسلك ويدي تتثاقل، وكلي أمل أن أجد عندك ما يُثلج صدري وينقذني من الضياع. لقد عرفت شابا؛ أوهمني بالسعادة وظننت أنه الوحيد الذي لا يخدعني ولا يضيعني، ويأخذ بيدي إلى بر الآمان، كانت خطوتي الأولى معه، أنه ساعدني في لبس الحجاب، وكان دائما يريد الحياء وأن أكون مستورة، وكان دوما يقول بلسانه "لن يراك أحد سواي ".. أغرقتني كلماته المعسولة وسار بي في ظلمات لا نور لها ! بقينا على تلك الحالة وهو يتظاهر دائما بأنه يحبني، إلى أن جاء اليوم الذي فيه كشّر عن أنيابه وأوقعني في مصيدته التي حطمت حياتي وأخذت شرفي وأدخلتني في دوامة لا خروج منها . فالمشكل سيدتي نور، أنه وعدني بالزواج، لكن كلما ذهبت إليه وقلت له : " لما لا تسترني؟ يقول لي " اصبري ".. ولما أُكثر عليه الإلحاح يقول " درتيها بيدك اتحملي واش يصرالك "! الآن هو مقبل على الزواج.. فماذا أفعل؟ فأنا على وشك الجنون وهمي يكبر ويزيد، لقد اعتزلت الحياة وأصبح وزني ينقص شيئا فشيئا، والمشكل أني خائفة أن تعلم أمي بما حدث، فحينها لن يكون لي مصيرا سوى الانتحار.. ساعديني، حتى أتخلص من هذا المشكل كي لا أفقد أعصابي وأخرج من هذه الجراح . فايزة / شرشال الرد : عزيزتي فايزة أفهم معاناتك جيدا، خاصة إن كانت تتعلق بأعز ما تملك المرأة وهو شرفها، حقيقة انخدعت بالوعود الزائفة وأدخلت نفسك في دوامة خروجها مهزوم، حبيبتي كيف سمحت لنفسك بأن تقعي في أحضان رجل غير زوجك، وتُذهبي حياءك.. ألم تعلم أن هناك ذئاب يخفون أنيابا حادة يغرسونها في جسد المرأة في حالة ضعفها وغفلتها، لكن عزيزتي اعلمي أن الله عزّ وجل ينصف المظلوم ويعطيه حقه في الدنيا والآخرة، فنصيحتي لك أن تتوجهي إلى رب العباد، الذي لا يرد لا غنيا ولا فقيرا، فهو الذي يفتح كل الأبواب وبعد العسر يسر، فأنصحك بدل القنوط والخروج من رحمة الله، أن تتوجهي إليه بيدين وقلب تائب نادم عما فعل، وحتى تتمكني من تجسيد هذه الخطوات، عليك أن تكثري الصلاة، فكم من عاصي ستره الله إن كانت توبته صادقة وأخرجه من الظلمات إلى النور. عزيرتي؛ يجب أن تكوني تقية قوية بالله، فهو الذي ينصرك، وحاولي الإبتعاد عن هذا الإنسان، لأنك لا تجني منه إلا الألم، فهو يستغل سكوتك وضعفك.. ولحين أن يجعل لك الله مخرجا، ما عليك إلا أن تصدقي إلى الله الذي يعرف ما في القلوب فهو حسبك، وحاولي أن تبحثي عن إنسان يعطي حق المرأة، كما أمر الله والرسول، وهناك الكثير من الناس الذين يحبون الستر في الدنيا والآخرة، فيجعل الله لك بابا عن قريب إن شاء لله .. أنا بدوري أوجه ندائي لكل فارس شهم، يريد ستر هذه الفتاة ويتزوجها على سنة الله ورسوله، ما عليه سوى الإتصال بي وأنا سأقوم بالواجب، والله لا يضيع أجر المحسنين . ردت نور