أشكرك على كل ما تبذلينه من أجل حل مشاكل الناس، وتقديم أفضل النصائح والإرشادات لهم ، وأنا واحد من هؤلاء الناس الذين قهرهم الزمن، وتفنن في تعذيبهم، فلم يجد ملجأ سوى اليأس . مشكلتي ليست كمشكلات الناس، إنها معقدة بشكل رهيب، هذا ما جعلني أستسلم للحزن والضياع، كنت في زمن قريب جدا ككل الشباب، أفيض حيوية ونشاطا، أحلم بالسعادة التي كنت أبحث عنها في كل شيء في حياتي، إلى أن لاقاني القدر بفتاة جذابة قلبت موازين حياتي، حوّلتني في لمحة بصر إلى رجل في منتهى السعادة، حبي لها كان يكبر ويكبر، حتى أصبح أكبر وأثقل مني . كنت أنوي خطبتها والزواج بها، لم أكن أرى فيها الصديقة والحبيبة، بل كنت أرى فيها الزوجة التي ستسعدني وتغير مجرى حياتي، أوهمتني هي الأخرى أنها تحبني لحد الجنون، وبقيت تجاريني حتى جاء يوم الحسم، يوم أن قررت التقدم رسميا لخطبتها، اتصلت بي وأخبرتني بأنها تحب شخصا آخرا، وأنها لا ترضى دونه بديلا، ظننتها تمزح معي ورحت أسايرها في الحديث، إلا أني وجدتها تؤكّد لي تأكيدا جازما بأنها لا تحبني وتنوي الزواج من رجل آخر تعشقه حد الجنون، هذا الخبر سقط عليّ كالصاعقة، إذ اسودت الدنيا في وجهي، وفقدت تماما القدرة على التفكير والتركيز، وفي لحظة تملكني الغضب الشيطاني، فقررت أن أنتقم منها لإنقاذ بقايا رجولتي، فسارعت للاتصال بأخيها الأكبر ، وادعيت كذبا بأني تلاعبت بها وأفقدتها شرفها . هذا الموقف الصعب؛ أشعل فتيل الفتنة في بيت حبيبتي المخادعة، وفي ساعة حضر فيها الشيطان، أمسك أخوها السكين وأغمده في صدرها فسقطت جثة هامدة، هكذا وبسبب طيشي ماتت حبيبتي وعمّر أخوها في السجن، وتفككت أسرتها التي أنهكتها الفضيحة والمصيبة. إني نادم على كل ما فعلت؛ يكاد تأنيب الضمير يمزق أعصابي، صدقيني إن قلت لك أنه منذ أن حدث ما حدث وأنا لا أبارح البيت، تركت عملي وتخليت عن الحياة، وأصبحت أعيش على حقيقة مرة ومنهكة، وهي أني رجل عديم الضمير. لقد ضاقت بي الدنيا بما رحبت واحترت ماذا أفعل؟ أحيانا أفكر في قتل نفسي، وأحيانا أخرى في الهرب، وأحيانا في إخبار العالم بالحقيقة، أنا فعلا في ورطة، القلق أنهكني والعذاب حطمني والندم دمرني، فماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟ جمال / عين الدفلى الرد : إن الشيطان حلف أن يغوي جميع العباد المخلصين، والناس البعيدين عن الله، ليتمكن منهم بسهولة ويقودهم كما تقاد الشاة إلى مذبحها، لذا من الضروري على الإنسان المؤمن، أن يكون قريبا من الله وأن يذكره دائما حتى يتفاداه الشيطان ولا يطرق بابه. وأنت للأسف أظنك كنت بعيدا عنه، لذا فإن الشيطان أملى عليك مخططاته ، وكانت النتيجة أنك ضعت في غياهب الندم والألم وتأنيب الضمير . أخي الكريم؛ ما حدث قدانتهى ولا يمكنك مهما انهزمت ويئست أن تصلح ما قد انكسر، لذا أريدك الآن أن تتحرر منه نهائيا ومن دائرة الاستسلام التي أسكنت نفسك بينها، وتسعى سعيا جادا إلى التقرب من الله، وتتوب عن جميع أخطائك، أنت مطالب اليوم قبل الغد أن تؤدي صلاة التوبة وتستغفر الله ليلا ونهارا، بكرة وأصيلا، إضافة إلى هذا أرى من الضروري أن تغير معالم حياتك ، بما فيها مكان الإقامة والناس المحيطين بك، فإن هذا سيؤهلك للعودة التدريجية إلى الحياة . ردت نور